نباهة وال
أحضر عند بعض الولاة رجلان اتهما بسرقة، فأقامها بين يديه ثم دعا بشربة ماء، فجيء بكوز، فقال لهما: ضعا يديكما عليه. فمد أحدهما فارتاع، وثبت الآخر، فقال لمن خاف: اذهب إلى حال سبيلك، وقال للآخر: أنت الذي أخذت المال. وتهدده، فأقر، وسئل عن ذلك؛ فقال: إن اللص قوي القلب، والبريء يخدع، ولو تحرك عصفور لفزع منه.
الرازي والرجل
قال رجل ليحيى بن معاذ الرازي: إنك تحب الدنيا. فقال يحيى للرجل: أخبرني عن الآخرة؛ بالطاعة تنال أم بالمعصية؟ قال: لا، بل بالطاعة. قال: فأخبرني عن الطاعة؛ بالحياة تنال أم بالممات؟ قال: لا، بالحياة. قال: فأخبرني عن الحياة؛ أبالقوت تنال أم بغير القوت؟ قال: لا، بل بالقوت. قال: فأخبرني عن القوت؛ أمن الدنيا هو أم من الآخرة؟ قال: لا، بل من الدنيا. قال: كيف لا أحب الدنيا قدر لي فيها قوت أكتسب به حياة أدرك بها طاعة أنال بها الآخرة؟! فقال الرجل: إن من البيان لسحرا!
نصر الدين والسراج بن الوراق
كتب نصر الدين المحامي إلى السراج بن الوراق، وكان السراج يسكن بالروضة:
كم قد أردد للباب الكريم لكي
أبل شوقي وأحيي بيت أشعاري
وأنثني خائبا فيما أؤمله
وأنت في روضة والقلب في نار
نامعلوم صفحہ