قال: في يدي الله - عز وجل - قلت: وأنت لما نعمت حمدت. ثم استأذنته في الإنشاد، فأذن لي، فأنشدته:
ما زال يأتي الملك من أقطاره
وعن يمينه وعن يساره
مشمرا لا يصطلي بناره
حتى أقر الملك في قراره
فقال: إنك أتيتنا وقد خف المال واستنفده الإنفاق، وقد أمرنا لك بجائزة، وهي تافهة يسيرة، ومنك العود، وعلينا المعول، والدهر هادئ مستتب، فلا تلق بجنبك إلا شره. قال: فقلت: الذي أفادني الأمير من كلامه أحب إلي من الذي أفادني من ماله.
أبو دهان وسعد بن مسلم
وفد أبو دهان على سعد بن مسلم ووقف ببابه، فحجبه حينا ثم أذن له، فمثل بين يديه وقال: إن هذا الأمر الذي صار إليك وفي يديك قد كان في يدي غيرك فأمسى - والله - حديثا، إن خيرا فخير وإن شرا فشر، فتحبب إلى عباد الله بحب البشر وتسهيل الحجاب ولين الجانب، فإن حب عباد الله موصول بحب الله، وبغضهم موصول ببغض الله؛ لأنهم شهداء الله على خلقه، ورقباؤه على من اعوج عن سبيله.
ابن حمران وأبو الفضل الجوهري
لما هجم ابن حمران على مصر في أيام المستنصر بالله وأحرق داره بالزيت وتخطف عسكره، اجتمع الناس إلى أبي الفضل الجوهري الواعظ، فشكوا حالهم إليه؛ فكتب إلى المستنصر: «إن كنت خالقا فارحم خلقك، وإن كنت مخلوقا فخف خالقك والسلام»، فرفع ذلك عنهم.
نامعلوم صفحہ