فما ولدتك مريم أم عيسى
ولم يكفلك لقمان الحكيم
ولكن قد تضمك أم سوء
إلى لباتها وأب لئيم
فضحك المهدي وقال: فما تريد أن أعينك به في تربيتها، قال: تملأ هذه يا أمير المؤمنين وانهار إليه بالخريطة بين إصبعيه، فقال المهدي وما عسى أن تحمل هذه، قال: من لم يقنع بالقليل لم يقنع بالكثير، فمر أن تملأ مالا، فلما نشرت أخذت عليه صحن الدار، فدخل فيها أربعة آلاف درهم، فضحك المهدي حتى استلقى على قفاه.
أبو دلامة والمهدي
وكان المهدي قد كسا أبا دلامة ساجا فأخذ به وهو سكران، فأتى به إلى المهدي فأمر بتمزيق الساج عليه وأن يسجن في بيت الدجاج، فلما كان في بعض الليل وصحا أبو دلامة من سكره ورأى نفسه بين الدجاج صاح: يا صاحب البيت، فاستجاب له السجان وقال: ما لك يا عدو الله؟ قال: ويلك من أدخلني مع الدجاج؟ قال: أعمالك الخبيثة أتى بك أمير المؤمنين وأنت سكران فأمر بتمزيق ساجك وحبسك مع الدجاج، قال له: ويلك أوقد لي سراجا وجئني بدواة وورق فكتب أبو دلامة إلى المهدي:
أمن صهباء صافية المراج
كأن شعاعها لهب السراج
تهش لها النفوس وتشتهيها
نامعلوم صفحہ