كان رصاص البنادق في حروب نبوليون لا يصيب عن مدى أبعد من 200 يرد، أما في الحرب العظمى فالبنادق كانت ترمي رصاصها إلى مدى من ألف يرد إلى ألفي يرد. •••
خمسة ألمان بإنكليزي واحد: كانت نتيجة المساعي التي بذلت مع ألمانيا لمبادلة الأسرى أن إمبراطور ألمانيا قبل تلك المبادلة مشترطا أن يطلق الإنكليز خمسة أسرى من الألمان كلما أطلق الألمان أسيرا من الإنكليز، قال الكاتب وهو إنكليزي: «ونحن نرى أننا نربح بذلك كثيرا ولو أنصف الإمبراطور لاشترط أن يكون كل عشرة أسرى من الألمان مقابل أسير واحد من الإنكليز؛ لأن الجندي الإنكليزي الواحد يقدر بعشرة جنود من الألمان، ثم النسبة بين أسرانا وأسراهم هي أكثر من نسبة واحد منا إلى عشرة منهم.» •••
اشتهر الإنكليز بولعهم في تربية الكلاب ومحافظتهم عليها إلا أن هذه الحرب التي غيرت كل العادات غيرت هذه العادة أيضا، وقد جاء في صحفهم أن كثيرين تبرعوا بكلابهم إلى جمعية الصليب الأحمر فلما اجتمع لها مائة منها باعتها بالمزاد العلني فاجتمع لها من ثمنها مبلغ كبير وضعته في صندوقها. •••
يبلغ طول المدفع الذي قطر فوهته اثنتا عشرة بوصة خمسين قدما ونفقة صنعه عشرة آلاف جنيه، ونفقة صنع القنبلة من قنابله مائة جنيه. •••
يطير الحمام الزاجل أربعمائة ميل من غير أن يقف ويقطع أربعين ميلا في الساعة. •••
الروسيات في الحرب أيضا: ذاع وشاع أيام الحرب أن كثيرات من النساء الروسيات يقاتلن مع أولادهن وأزواجهن ووالديهم في الجيش الروسي، وقد روت إحدى الصحف الإنكليزية أن عددا كبيرا منهن رقين إلى رتبة ضابط في الجيش وزينت صدورهن بالأوسمة، ونحن ننقل عنها ما يلي مثالا لما يأتيه من جلائل الأعمال، قالت: انتظمت الفتاة «كيرا باشكيروف» في سلك الجيش وعمرها ثماني عشرة سنة، وسمت نفسها نيقولاوس بويين، كانت يوما تحارب وتقاتل فجلدت رجلاها فما بالت وظلت تقاتل حتى جرحت ونقلت إلى المستشفى حيث اكتشف أمرها.
وحاربت السيدة ألكسندرا كوكو فتسانا مع زوجها في فرقة القوزاق بعدما انتحلت اسم رجل، وكانت قد حاربت من قبل في الحرب الروسية اليابانية.
وقد جرحت هذه السيدة في محاربتها البروسيين مرتين، ولكن شجاعتها ووطنيتها أبتا عليها إلا أن تعود إلى القتال بعدما شفيت جروحها.
ولما رأت القيادة العامة ما قامت به من ضروب البسالة والمهارة رقتها إلى رتبة كولونل مع أن القيادة العامة كانت قد علمت أنها امرأة، وقد خاضت المعامع مع الجنود الذين تقودهم ببأس شديد وجنودها يكادون يعبدونها لما يرونه من فروسيتها وحسن قيادتها ويطيعونها طاعة عمياء، قال فيها أحد واصفيها: إنها متى استوت على متن جوادها خلتها وإياه قطعة واحدة، وقد تركب عدة ساعات من دون أن تشكو نصبا.
ولدت هذه المرأة الباسلة في قرية بجبال أورال واعتادت ركوب الخيل منذ الصغر واشتهرت بسداد رمايتها وقوتها البدنية وجرأتها على اصطياد وحش الفلاة. •••
نامعلوم صفحہ