ترهبيني والجيد منك كليلي
والحشا والنعام والعينان
لا تخافي بأن تفاجي بسوء
ما تغنى الحمام في الأغصان
ثم عدنا إلى موضعنا فلم يقع يومنا شيء، فلما أمسينا صرنا إلى الغار فبتنا فيه، فلما أصبحنا عدل إلى شركه وغدوت معه فنصبه وقعدنا نتحدث، وقد شغلني يا أمير المؤمنين حسن حديثه عما أنا فيه من الجوع، فبينا نتحدث إذ وقعت في الشرك ظبية فوثب إليها ووثبت معه، فاستخرجها من الشرك ثم نظر في وجهها وأراد أن يطلقها فقبضت على يده وقلت: ماذا تريد أن تعمل؟ أقمت ثلاثة أيام كلما صدت شيئا أطلقته، فنظر في وجهي وعيناه تذرفان وأنشأ يقول:
أتلحي محبا هائم القلب أن رأى
شبيها لمن يهواه في الحبل موثقا
فلما دنا منه تذكر شجوه
وذكره من قد نأى فتشوقا
فرحمته يا أمير المؤمنين وبكيت لبكائه، ونسبته فإذا هو قيس بن معاذ المجنون، فذلك والله أعشق مني يا أمير المؤمنين.
نامعلوم صفحہ