نص اور اجتہاد
النص والإجتهاد
اصناف
أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه واستغفر له، فأعطاه قميصه (1) وقال له إذا فرغت منه فآذنا، فلما فرغ منه آذنه به، فجاء صلى الله عليه وآله ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال له: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ؟ ! فقال لك (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم). (قال ابن عمر) فنزلت (بعد ذلك) (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) (قال): فترك الصلاة عليهم بعد نزولها (248). كأن عمر فهم النهي عن الصلاة على المنافقين من قوله تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر.) (الاية) - وهذا خطأ في فهمها كما سنوضحه - وكأن هذه الاية نزلت قبل الصلاة على هذا المنافق، فلما رأى عمر رسول الله صلى الله عليه وآله واقفا ليصلي عليه، توهم انه خالف النهي، فلم يتمالك من غضبه وانكاره، فجذبه من موقفه منكرا عليه ما توهمه من المخالفة. حاشاه، وحاشا لله، ومعاذ الله ونعوذ بالله. فان قوله تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) ليس من النهي في شئ ما اصلا، وانما هو مجرد اخبار بعدم انتفاعهم باستغفاره لهم، وان استغفاره لهم وان كثر، وعدم استغفاره لهم بالمرة على حد سواء في عدم المغفرة لهم.
---
(1) وقد قيل له لم أعطيته قميصك ؟ فقال صلى الله عليه وآله: " ان قميصي لم تغن عنه من الله شيئا، وأنى أرجوا أن يدخل به في الاسلام خلق كثير ". قلت: وقد حقق الله بذلك رجاءه (منه قدس). (248) صحيح البخاري ك اللباس، صحيح البخاري أيضا ك التفسير باب تفسير سورة التوبة، مسند أحمد عن عبدالله بن عمر، صحيح مسلم ك صفات المنافقين ج 8 / 120، الكامل لابن الاثير ج 2 / 199 ط دار الكتاب العربي.
--- [188]
صفحہ 187