[خرافة الغرانيق]
وجهلة العامة يزعمون أن الشيطان ألقى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتمنى ويقرأ: أذكر آلهة قريش من اللات والعزى، فقرأ في ذكرها: ( وإن تلك لهي الغرانيق العلى، وإن شفاعتها عند الله لترتجى )، هذا لا يجوز على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظنة ولا توهمة، فضلا أن يثبت عليه صلى الله عليه وآله وسلم قوله أو ظنه، وهذا ومثله، وما كان نظيرا له، فإذا ألقي في تنزيل الله ووحيه، أو أمر الله ونهيه، نسخه الله فنفاه، وأبطله ونحاه، والله سبحانه لا يبطل ولا ينفي وحيه بنسخه وتبديله، وإن صرفه فزاد أو نقض من الفرض في تنزيله، كقوله سبحانه: { وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون، قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين } [النحل: 101 - 102]. فكل أمر الله ونهيه هدى ورحمة، ومن من الله على خلقه ونعمة، فكذلك أمر النسخ والتبديل، وما ذكر منهما جميعا في التنزيل.
صفحہ 40