القائلين بكفر مرتكب الكبيرة وخروجه من الإيمان والأباضية القائلين بأن من ترك شيئا من الطاعات كان كافر نعمه وليس بكافر شرك، والصفرية القائلين بأن المعاصي صغارها وكبارها كفر وشرك ما فيه إلا المغفور منها خاصة، والفضلية القائلين بأن المعاصي كلها كفر وشرك ما غفر منها وما لم يغفر (١).
٢ - الصفات:
سلك أبو عبيد في نصوص الصفات مسلك أهل السنة والجماعة من إمرار النصوص كما جاءت واعتقاد أن ظاهرها مراد مع عدم التعرض لها بتكييف أو تمثيل أو تشبيه أو تعطيل.
روى الذهبي في كتابه العلو: عن أبي الحسن الدارقطني قال: حدثنا محمد بن مخلد قال: حدثنا العباس الدوري قال: سمعت أبا عبيد وذكر الباب الذي يروى فيه حديث الرؤية (٢) والكرسي وموضع القدمين، وضحك ربنا، وحديث: أين كان ربنا؟ فقال: (٣) ولكن إذا قيل لنا كيف وضع قدمه؟
وكيف يضحك؟ قلنا: لا نفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره.
ثم علق الإمام الذهبي بعد ذكره لهذه الرواية فقال: وما تعرّض (٤) لأخبار الصفات بتفسير بل عنده أن لا تفسير لذلك غير موضع الخطاب العربي (٥).
ولقد كان أبو عبيد ﵀ ورضي عنه يزن الرجال بميزان العقيدة. فتهبط مكانة أقوام لديه بسبب خلل في معتقداتهم وشبه ألقاها الشيطان في قلوبهم فأظهرها الله على فلتات ألسنتهم.
_________
(١) انظر: المرجع السابق/ ١٠١، ١٠٢.
(٢) قوله: وذكر الباب الذي يروى فيه حديث الرؤية ... الذي ذكر ذلك أبو عبيد والذي سمع ذلك منه الدوري.
(٣) أي أبو عبيد.
(٤) أي أبو عبيد.
(٥) انظر: مختصر العلو ١٨٥، ١٨٦. تحقيق وتعليق الألباني.
المقدمة / 36