إن بهذه البلدة أشياء [يعني بلدة دمشق] لا يحل فعلها مثل ضمان الخمور ودار الطعم وما يؤخذ على الغالة وسوق الغنم وشبه هذا كله, وهذه الأشياء وإن كثرت فإن أخذها يصير في ذمة آخذها, وتبقى تبعتها عليه, ويمحق عليه مما يملكه أكثر منها, وليس فيها بركة. قال الله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس, فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام, كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى ألا وإن لكل ملك حمى, وحمى الله محارمه)) فيا من أكثر الله عز وجل له من الحلال فما لك تكدره بالحرام, وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها من بعده كان له أجرها وأجر من عمل بها, لا ينقص من أجورهم شيئا, ومن سن سنة سيئة فعمل بها من بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)).
ثم ينظر في أهل السجون فإن بعضهم ربما حبس على ذنب صغير, وليس له من يسأل عنه, فيبقى في السجن مدة, وقد بلغنا في .. .. .. ال .. .. .. أنهم أكلوا إنسانا منهم من الجوع.
ويتقدم إلى المحتسب أن لا يسعر الأشياء, لكن ينظر في جودتها, فإنه روي أنه غلا السعر من زمان النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: سعر لنا, فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق, إني لأرجو أن ألقى الله عز وجل وليس أحد [منكم] يطلبني بمظلمة في أهل ولا مال)).
ثم إقامة الحدود, فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إقامة حد في الأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا)).
ثم اجتناب الخمر, فقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم : ((أم الخبائث)).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((مدمن الخمر كعابد الوثن)).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعنت الخمر على عشرة وجوه, لعنت الخمر لعينها وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها)).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة مدمن خمر, ومن مات وهو يشرب الخمر سقاه الله من نهر الغوطة وهو ما يسيل من فروج المومسات يؤذي ريحه أهل النار)).
صفحہ 338