"فهلك جذيمة، وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم، حتى قدم على عمرو بن عدي وهو بالحيرة، فقال قصير: أدائر أم ثائر؟ قال: "لا بل ثائر سائر"، فذهبت مثلا. ثم حرضه على المسير إليها، فقال: فكيف لي بها وهي "أمنع من عقاب الجو"؟ فذهبت مثلا".
"وكانت الزباء قد سألت كاهنة لها عن أمرها وملكها، فقالت: أرى هلاكك بسبب غلام مهين غير أمين، وهو عمرو بن عدي. ولن تموتي بيده، ولكن حتفك بيدك، ومن قبله يكون ذلك. فحذرت عمرًا، واتخذت نفقًا من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها داخل مدينتها، وقالت: إن فجأني أمر دخلت النفق إلى حصني. ودعت رجلا حاذقا بالتصوير، وأمرته أن يسير إلى بلد عمرو، ويخالط حشمه ويتقرب إليهم حتى يصور عمرًا على جميع هيئاته فلما أتقن ذلك رجع إليها به".
"ثم إن قصير قال لعمرو بن عدي: اجدع أنفي، واضرب ظهري، ودعني وإياها، فقال عمرو: ما أنا بفاعل، ولا أنت لذلك مستحق. فقال قصير: "افعل ذاك وخلاك ذم"، فذهبت مثلا. وقالت العرب لما فعل به
1 / 63