اخفتي أيتها الأصوات الوجيعة في قلوب العطاش، اللاهبين شوقا إلى أطايب العيش، اللاهفين حنينا إلى حياة الحياة، المتطاولين عبثا إلى كنه الكيان، وهناء الوجود. •••
انخفضي يا أصوات الكبرياء المطنطنة في قلوب المتكبرين المفاخرين، الساحقين بأقدامهم قلوب الملايين والملايين.
تلاشي يا أصوات الطمع في قلوب الأقوياء القابضين بأيديهم الفولاذية على سياسة العالم، وصناعة العالم، المكيفين الأرض جمعاء بقالب إرادتهم القاسية، الضاغطين على أنفاس الأمم لا تنال حقا مشروعا إلا بعد أن تتلاشى نفسا في نفس. •••
ابتعدي يا أصوات الوحشة في قلوب الغرباء والمجندين والمنفيين التائقين مثل يسوع الطريد «إلى زاوية يسند إليها رأسه». آه! ما أقسى الحياة! وما أكثر الخلل في أحكامها اللامنطقية! من ذا يفكر أن الذي تملأ هياكله السهل والوعر، وتقدم لذكره ربوات الذبائح، وتطبع باسمه يوميا ملايين الميداليات والأيقونات والتعاويذ، وتتلى كلماته كل يوم جهارا من على المنابر، وهسما في أعماق القلوب. من ذا يصدق أن الحياة ظلمت ذلك المعبود، ولم تسمح له «بزاوية يسند إليها رأسه»؟
ابتعدي يا أصوات الوحشة في قلوب التائقين إلى فراش دافئ، وبيت مسقوف، وزاوية يسندون إليها رءوسهم. •••
اتئدي يا أصوات الثورة الهدارة في قلوب العمال الصاخبين، المبدلين نظاما أعوج مضرا بفوضى جارفة مهلكة.
اتئدي أيتها الأصوات المملوءة صخبا ورعبا وحقا وعدلا.
اتئدي! فسوف تتحول المدافع إلى آلات حراثة، ويسير الذئب والحمل جنبا إلى جنب. •••
اخرسي يا أصوات السكر والشقاوة والمحبات المتمرغة في الوحول! اخرسي! لقد امتلأت الأرض باللقطاء والمعتلين والمشوهين برصا وجربا! اخرسي أيتها المحبات المتمرغة في الوحول. لقد كفاك ما ولدت من المسوخ! •••
هللي يا أجراس العيد، ارتفعي فوق الضباب وامتزجي بنشيد المؤذنين، وعودي إلينا بردا وسلاما.
نامعلوم صفحہ