122

وكلي شوق ورجاء أن أسير في طريق المعرفة، وأن أستنير بقبس من نور المحبة؛ محبة البلاد وأهلها، حتى أحسن الخدمة في حياتي الكتابية. •••

أكتب هذه الصفحة الأخيرة يوم المولد النبوي الكريم، أكتبها وأصوات التهليل ترن في أذني. هو العيد الأول في حياتنا الوطنية، هو العيد الأول تمشي فيه راية المحبة - هلال يحضن صليبا - تمشي خفاقة فوق رءوس الشبيبة المسيحية السائرة إلى الجامع، للمرة الأولى، للاحتفاء بالعيد.

هي نسمات طاهرة أضمها إلى هذه النسمات.

هي صفحة ذهبية جاءت اليوم عفوا، وجلست في منتهى هذا السفر الصغير.

إنها صفحة جميلة، إنها صفحة مباركة. •••

اشتغلوا، اشتغلوا! الطبيب في طبه، والمهندس في زراعته، والأديب في أدبه.

وعندما نرتاح من أشغالنا ونأوي إلى بيوتنا ؛ لنذكر غرسة صغيرة زرعناها معا يوم المولد الكريم.

تلك هي غرسة التفاهم والمحبة.

لنسقها من دموعنا، من دموع فقرنا، وجهلنا، وذلنا، ولنحلها في مرتفع لائق، منظور، حتى نراها في كل آن ونسمعها تقول: تفاهموا، واتحدوا.

سلمى

نامعلوم صفحہ