كم قد نصرت الحق إذ لا ناصر * وأقمت أوضح حجة ودليل ورددت خصمك ناكصا متحيرا * بدلائل المعقول والمنقول وإذا بدا ليل الشكوك بدت به * أراؤك الغراء كالقنديل وإذا الفحول إلى لقاك تواثبت * تلفى فحول القوم غير فحول كم موقف لك في الجدال غدت به ال* أبطال بين مجدل وقتيل نظروا إليك وقد بهرت عقولهم * بنواظر عند التخاصم حول (1) كادوك فيما لفقوا من إفكهم * فتركت كيد القوم في تضليل وتركت ما قد لفقوه وموهوا * يذرى كعصف يابس مأكول ورميتهم بحجارة من قولك ال* - معروف لا بحجارة السجيل ونبا سلاح الحق في أيديهم * فتدرعوا بالسب والتنكيل وكذا سلاح العاجزين سبابهم * بئس السلاح لعاجز مخذول جرددت سيف الحق أبيض ماضيا * وسطوا بسيف للضلال كليل صالوا وصلت لدى الخصام فلم تدع * عند التخاصم صولة لصؤول لما تسابقتم سبقت وقصروا * وامتاز فاضلكم من المفضول وعمدت للبرهان يشرق وجهه * نورا وقد عمدوا إلى التدجيل إن (النصائح) منك (كافية) (2) غدت * بسماعها إن قوبلت بقبول أظهرت (بالعتب الجميل) (3) وما حوى * هفوات أهل الجرح والتعديل عاتبتهم عتبا جميلا للذي * ما كان فيه فعلهم بجميل ونهجت نهجا للهدى وأبنت عن * غرر له مشهورة وحجول ولقد ورثت من النبي محمد * خلقا كزهر الروضة المطلول
---
(1) الحول: الحذق وجودة النظر. (2) إشارة إلى كتاب المؤلف (النصائح الكافية). (3) إشارة إلى كتاب المؤلف (العتب الجميل). ونشرت بين الخلق علما زاهرا * ما كان بالمكذوب والمنحول فاذهب كما ذهب الغمام له الثنا * من كل حزن (1) في الثرى وسهول في كل جيل منك ذكر خالد * يرويه جيل غابر عن جيل يا قبره كم فيك غيب من ندى * غمر ومجد في التراب أثيل (2) يا قبره كم فيك غيب من شبا * عزم ورأي في الامور أصيل (3) محتوى الكتاب الكتاب الذي بين أيدينا هو دراسة وافية تحتوي على بحث شامل يكشف عن الجوانب الحقيقية لشخصية معاوية وما ينطوي فيها من ظلم وتعسف وعدوان، وتحتوي أيضا على بيان جلي لشخصية ورفعة وفضائل أهل بيت العصمة (ع). يبدأ المؤلف كتابه بمقدمة مختصرة عن أهمية الكتاب، ويشرع الفصل الاول في إثبات جواز لعن معاوية من خلال الكتاب والسنة، بل وأثبت ذلك وجوبا، ويتطرق بعد ذلك إلى جرائم معاوية التي توجب بغضه وسبه. وعقد الفصل الثاني من الكتاب للرد على الشبهات الواردة في لعن معاوية واحدة واحدة، ويتعرض في هذا المجال إلى مسألة تعديل الصحابة، وأكذوبة كون معاوية (خال المؤمنين) و(كاتب الوحي). وأخيرا يستعرض المؤلف عقائد آبائه وأجداده في شأن معاوية. ثم في آخر الكتاب قصيدتان: واحدة في رثاء الامام علي (ع)، وأخرى في رثاء الامام الحسين (ع)، لابي بكر بن عبدالرحمن بن شهاب الدين العلوي الحسيني، وأرجوزة عن العلامة الحفظي. وقال في سبب إيرادهما: وإنما خصصتهما بالنقل لما فيهما من التصريح بالحق
---
(1) الحزن: ما ارتفع من الارض. (2) الاثيل: الاصيل. (3) انظر ترجمته في أعيان الشيعة 9: 400، الكنى والالقاب 2: 22 - 24 طبعة بيدار، العتب الجميل: 31 - 36. (*)
--- [ 7 ]
صفحہ 6