ما تطلب انك لم تجد شيئا تستغوي به الناس وتستميل به اهواءهم وتستخلص به طاعتهم الا قولك قتل امامكم مظلوما فنحن نطلب بدمه فأستجاب لك سفهاء طغام وقد علمنا انك ابطأت عنه بالنصر واجبت له القتل لهذه المنزلة التي اصبحت تطلب ورب متمنى أمر وطالبه يحول الله دونه وربما اوتي المتمني امنيته فوق امنيته ووالله مالك في واحدة منهما خير والله ان اخطأك ما ترجو انك لشر العرب حالا ولئن اصبت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق من ربك صلي النار فاتق الله يا معاوية ودع ما أنت عليه ولا تنازع الامر أهله. انتهى من الكامل وأخرجه البيهقي أيضا في المحاسن والمساوي. ومن كتاب من الامام علي عليه السلام إلى معاوية قال: وارديت جيلا من الناس كثيرا خدعتهم بغيك والقيتهم في موج بحرك تغشاهم الظلمات وتتلاطم بهم الشبهات فحادوا عن وجهتهم ونكصوا على اعقابهم وتولوا على أدبارهم وعولوا على أحسابهم الا من فاء من أهل البصائر فأنهم فارقوك بعد معرفتك وهربوا إلى الله من موازرتك إذ حملتهم على الصعب وعدلت بهم عن القصد فأتق الله يا معاوية في نفسك وجاذب الشيطان قيادك فان الدنيا منقطعة عنك والآخرة قريب منك والسلام. انتهى من نهج البلاغة. وفي مروج الذهب للمسعودي قال لما وصل محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما إلى مصر كتب إلى معاوية كتابا فيه: من محمد بن أبي بكر التى الغاوي معاوية بن صخر أما بعد فان الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ولا حاجة به إلى خلقهم لكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم غويا ورشيدا وشقيا وسعيدا ثم اختار على علم وانتخب واصطفى منهم محمدا صلى الله عليه وآله فأتنخبه لعلمه واصطفاه لرسالته وائتمنه على وحيه وبعثه رسولا ومبشرا ونذيرا فكان اول من أجاب وأناب وآمن وصدق واسلم وسلم اخوه وابن عمه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه صدقه بالغيب
--- [ 43 ]
صفحہ 42