وآله وسلم على ان يكون السلم دالمابين امته فدعا الله تارة ان لا يكون بأس امته بينهم كما في حديث مسلم وتارة ان يجعل معاوية هاديا مهديا لانه بلا ريب يعلم ان معاوية اكبر من يبغي ويجعل بأس الامة بينها فمآل الدعوتين واحد وعدم الاجابة في حديث مسلم تستلزم عدمها في حديث الترمذي والمناسبة بل التلازم بينهما واضح بين وفي معني حديث مسلم هذا جاءت احاديث كثيرة ومرجعها واحد. ومما ورد فيه من ضعاف الاحاديث ما اخرجه ابن ابي شيبة عن معاوية انه قال: ما زلت اطمع في الخلافة منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ملكت فأحسن وقد عرفت ضعف هذا الحديث وعلى فرض صحته فلا منقبة فيه لمعاوية لان الله سبحانه وتعالى قد اطلع نبيه على ما سيجري بين امته من الفتن والحروب وقد اخبر عنها بما اخبر واشار إلى ما اشار وفي هذا الحديث اشارة إلى ان معاوية سيملك وقد صرح في احاديث صحيحة بأن ملكه ملك عضوض وقد امره بالاحسان إذا ملك حيث لا سامع ولا مؤتمر وليس ذلك من قبيل البشارة والغبطة بملكه بل من باب الاخبار بالمغيبات والانذار بالفتنة واقامة الحجة عليه بتبليغه. وهذا الاخبار لا يستلزم حقية فان النبي صلى الله عليه وآله قد اخبر عن امور كثيرة من هذا القبيل كفتن الخوارج وان بني مروان ينزون على منبره كما تنزوا القردة وقد اخبر موسى عليه والسلام بما ملك بختنصر الحبار الكافر وما سرتكبه من بني اسرائيل فيكون الاخبار بهذه الامور دليل على حقيتها لا يقول بهذا احد ولكن انصار معاوية يتشبثون في تزكيته بمثل خيوط العناكب ضعفا ويلوون رؤوسهم عما ثبت فيه من المثالب الا تراهم كيف تبجحون بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عكرمة اخبره ان معاوية يوتر بركعة فقال ابن عباس دعه فانه فقيه قالوا ان الفقيه في عرف ذلك الزمن
--- [ 202 ]
صفحہ 201