صورة عن المؤلفين عند قراءة كتبهم وانما يخرج من الكتاب كما دخل وكلما فعله انه اجتاز قطعة من الزمن لاهيا عن آلامها لا اكثر ولا أقل. * * * ولسنا نريد في هذه الكلمة القصيرة ان نقدم المؤلف إلى جمهرة القراء وانما كتابه هذا ومؤلفاته الاخرى (1) هي التي تقدمه علامة بحاثة. وكذلك لا نريد ان نقدم إلى القراء كتابه - النصائح الكافية لمن يتولى معاوية - فان الكتاب يقدم نفسه بنفسه دون ان يحتاج إلى أحد يقدمه. وكذلك لا نجد متسعا لتقديم الكتاب والمؤلف، لان الكتاب اشتمل على صفحة علمية أنيقة جميلة والمؤلف بلغ أقصى ما أراد في الجهة التي اختار الكتابة فيها فلم يبق مجال للنقد، ولا ثمة نقص يحتاج إلى التعليق، وكل من المؤلف والكتاب غني عن الثناء والمدح والجزاء موكول إلى الله عزوجل. ويقف الباحث في هذا الكتاب وفي سائر مؤلفاته التي رأيناها على أراء سديدة محكمة في نقد الحوادث لم تعرف لغيره من قبله، وعلى ما يبدو لنا ان المؤلف وقف امام الميزان - في كل تأليفه - مجردا عن كل شئ الاكتاب الله المجيد وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المطهرة. واذن كل ما أريده الآن ان اتحدث إلى القارئ ببضعة سطور عن انصاف هذا المؤلف في خلعه الثوب الذي لبسه غيره ممن تقدم عليه فأحترم كل من شاهد النبي وصاحبه حتى لو كان معاوية وأباه ومروان واباه وبسر ابن ارطاة وعمران بن حطان واضراب هؤلاء. يعرف المتصلون بعلمي الرجال والجرح والتعديل ان صراعا عنيفا بين * * *
---
(1) رأينا منها كتاب تقوية الايمان وكتاب العتب الجميل في الجرح والتعديل وفصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم. (*)
--- [ 13 ]
صفحہ 12