نقد کتاب اسلام و اصول حکم
نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم
اصناف
صلى الله عليه وسلم
لمعاذ بن جبل حين وجهه إلى اليمن: «بم تقضي؟ إلخ.»
فمعاذ كان واليا وقاضيا ومعلما وقابضا للصدقات، ومن المحدثين من ذكر له أعمالا متعددة كالحافظ ابن عبد البر، ومنهم من يتعرض لوظيفة القضاء كالإمام أحمد بن حنبل وأبي داود والترمذي وغيرهم، ومنهم من يذكر وظيفة الإمارة كالإمام البخاري، ومنهم من يعرف له وظيفة التعليم، ويصرح بأنه كان يقوم بهذه الوظيفة في أعمال كثيرة كقول ابن خلدون في تاريخه:
18 «وكان معاذ بن جبل يعلم القرآن باليمن ينتقل على هؤلاء وهؤلاء في أعمالهم.»
فرواية أن معاذا كان قاضيا باليمن من الروايات التي محصت ووضعها المحدثون موضع القبول، وليس في الروايات الأخرى ما ينافيها حتى نحتاج إلى عرضها على ميزان الترجيح، فضلا عن أن نعاملها معاملة الأحاديث الموضوعة ونضرب عنها جملة، كما فعل المؤلف حرصا على أن ينتهي به النظر «إلى غاية ذلك المجال المشتبه الحائر».
وما نقله عن صاحب السيرة النبوية من الخلاف بين ابن عبد البر والغساني من أن معاذا كان واليا أو قاضيا لا يمس الرواية بوهن، ولنا عليه ملاحظة من وجوه:
أولا:
يظهر أن صاحب السيرة نقل هذا الخلاف من فتح الباري
19
لابن حجر العسقلاني، ونص عبارة الفتح: «واختلف: هل كان معاذ واليا أو قاضيا؟ فجزم ابن عبد البر بالثاني، والغساني بالأول.» والدليل على أن صاحب السيرة استمد الخلاف من كلام ابن حجر: أن لفظ «الغساني» إنما جاء في نسخ فتح الباري. ونقل القسطلاني في شرحه
نامعلوم صفحہ