ثم أجمل المعارض ما ينكر الجهمية من صفات الله وذاته المسماة في كتابه وفي آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فعد منها بضعا وثلاثين صفة نسقا واحدا يحكم عليها ويفسرها بما حكم المريسي وفسرها وتأولها حرفا حرفا خلاف ما عنى الله وخلاف ما تأولها الفقهاء الصالحون لا يعتمد في أكثرها إلا على المريسي فبدأ منها بالوجه ثم بالسمع والبصر والغضب والرضا والحب والبغض والفرح والكره والضحك والعجب والسخط والإرادة والمشيئة والأصابع والكف والقدمين وقوله ^ كل شيء هالك إلا وجهه ^ و ^ فأينما تولوا فثم وجه الله ) و
ﵟوهو السميع البصيرﵞ
و
ﵟخلقت بيديﵞ
و
ﵟوقالت اليهود يد الله مغلولةﵞ
و
ﵟيد الله فوق أيديهمﵞ
و
ﵟوالسماوات مطويات بيمينهﵞ
وقوله
ﵟفإنك بأعينناﵞ
و
ﵟهل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكةﵞ
و
ﵟوجاء ربك والملك صفا صفاﵞ
و
ﵟويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيةﵞ
و
ﵟالرحمن على العرش استوىﵞ
و
ﵟالذين يحملون العرش ومن حولهﵞ
وقوله
ﵟويحذركم الله نفسهﵞ
و ^ لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ) و
ﵟكتب على نفسه الرحمةﵞ
و
ﵟتعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسكﵞ
و
ﵟإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرينﵞ
عمد المعارض إلى هذه الصفات الآيات فنسقها ونظم بعضها إلى بعض كما نظمها شيئا بعد شيء ثم فرقها أبوابا في كتابه وتلطف بردها بالتأويل كتلطف الجهمية معتمدا فيها على تفاسير الزائغ الجهمي بشر بن غياث دون من سواه مستترا عند الجهال بالتشنيع بها على قوم يؤمنون بها ويصدقون الله ورسوله فيها بغير تكييف ولا بمثال
فزعم أن هؤلاء المؤمنين بها يكيفونها ويشبهونها بذوات أنفسهم وأن العلماء بزعمه قالوا ليس في شيء منها اجتهاد رأي لندرك كيفية ذلك أو يشبه شيء منها بشيء مما هو في الخلق موجود
صفحہ 218