حدثنا أبو عمر الحوضي عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا مضى ثلث الليل أو شطر الليل ينزل الله إلى سماء الدنيا فيقول لا أسأل عن عبادي غيري فمن يستغفرني أغفر له من يدعني أستجب له من يسألني أعطه حتى ينفجر الفجر ) وهذا باب طويل قد جمعناه في الكتاب الأول
فادعى المعارض أن الله لا ينزل بنفسه إنما ينزل أمره ورحمته وهو على العرش بكل مكان من غير زوال لأنه الحي القيوم والقيوم بزعمه من لا يزول
فيقال لهذا المعارض وهذا أيضا من حجج النساء والصبيان ومن ليس عنده بيان ولا لمذهبه برهان لأن أمر الله ورحمته ينزل في كل ساعة ووقت وأوان فما بال النبي صلى الله عليه وسلم يحد لنزوله الليل دون النهار ويوقت من الليل شطره أو الأسحار أفبأمره ورحمته يدعو العباد إلى الاستغفار أو يقدر الأمر والرحمة أن يتكلما دونه فيقولا هل من داع فأجيب هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطي فإن قررت مذهبك لزمك أن تدعي أن الرحمة والأمر اللذين يدعوان إلى الإجابة والاستغفار بكلامهما دون الله هذا محال عند السفهاء فكيف عند الفقهاء وقد علمتم ذلك ولكن تكابرون
صفحہ 214