نابوليون بونابارت في مصر

احمد حافظ عوض d. 1369 AH
145

نابوليون بونابارت في مصر

نابوليون بونابارت في مصر

اصناف

تشبها بنظيره في باريس، واختير لإقامة ذلك المكان إحدى دور الأمراء المماليك وعهد إلى مسيو دارجيفال المذكور تنفيذ مشروعه في تلك الدار وحديقتها، فحولها إلى ملهى يجمع بين دفتيه أسباب التسلية المعروفة في أمثال هذه الأماكن، فجعل في جزء منها بهوا للعب البليارد، وقاعة للعب الورق، وأخرى للمطالعة، وفي مكان آخر أعد محلا أشبه بالمسرح للرقص والغناء ومطعما ومحال للشراب وما أشبه ذلك، وإليك ما يقوله شيخنا الجبرتي في هذا الصدد: قال في أواخر حوادث شهر جمادى الثانية: «وانقضى هذا الشهر وما حصل فيه من الحوادث الكلية والجزئية، التي لا يمكن ضبطها لكثرتها، منها أنهم أحدثوا بغيط النوبي المجاور للأزبكية أبنية على هيئة مخصوصة منتزهة يجتمع بها النساء والرجال للهو والخلاعة في أوقات مخصوصة، وجعلوا على كل من يدخل إليها قدرا مخصوصا يدفعه، أو يكون مأذونا وبيده ورقة» ... رحم الله الشيخ الجبرتي! لم تفته صغيرة ولا كبيرة!

وشكل التجار الأوروبيون الموجودون في القاهرة شركة تجارية رأس مالها 300000 فرنك، وجعل ثمن السهم فيها ثلاثة آلاف فرنك ومدتها ثلاث سنوات، واشترك الجيش الفرنساوي في عشرة أسهم منها بناء على أمر أصدره نابوليون إلى بوسيلج مدير الأمور المالية، وهذا الأمر محفوظ في أوراق نابوليون بباريس نمرة 3619 وتاريخه 14 نوفمبر سنة 1798.

وفي هذه الفترة ظهرت للمجمع العلمي جريدتان فرنساويتان وهما «الديكاداجيسيان»

Le Decade Egyptien «والكورية دي أجيبت»

Le Courier d’Egypte

وابتدأ الباحثون من الفرنساويين في إقامة وإنشاء الأعمال النافعة التي تقضي بها ضرورة الإقامة في هذه الديار، وكان من الرجال الذين أحضرهم نابوليون معه رجل اسمه كونتيه

Conté

كانت وظيفته رئيس فرقة الطيران الذي لم يكن في المنزلة التي هو فيها الآن، ولكنهم كانوا قد بدءوا في خلال الثورة الفرنساوية في اختراع المناطيد «البالونات» وجعلوا لها عملا خاصا في الإدارة الحربية، فكان مسيو كونتيه هذا من أكثر الناس نفعا للحملة الفرنسية؛ لأنه كان نادرة الذكاء والمقدرة على الاختراع والتفنن، فأنشأ لهم معامل لصناعة الأقمشة والقبعات والورق، وأخذ يدرس الصناعات الوطنية ويجتمع كثيرا بالصناع المصريين ويستفسر منهم عن الآلات التي يستعملونها في صناعاتهم المحلية، ولا تنس أن مراد بك كان قد أنشأ في الجيزة دار صناعة للآلات الحربية والقنابل والبارود، وأن مثل هذه الصناعات كانت معروفة في مصر، ولكن الفرنساويين تحت إدارة كونتيه دشاسي وولده

Champy

أدخلوا محسنات الصناعة الأوروبية فصنعوا البارود، وسبكوا المدافع والبنادق وجميع ما يلزم من أدوات الحرب، كل ذلك لعلمهم أنه قد قضي عليهم بالبقاء في وادي النيل، وأن طريق البحر إلى وطنهم قد سد في وجوههم، والحاجة أم الاختراع.

نامعلوم صفحہ