نابوليون بونابارت في مصر

احمد حافظ عوض d. 1369 AH
117

نابوليون بونابارت في مصر

نابوليون بونابارت في مصر

اصناف

وفيه جملة كبيرة من كتبهم وعليها خزان ومباشرون يحفظونها ويحضرونها للطلبة ومن يريد المراجعة، فيطلب من يريد المراجعة ما يشاء من الكتب فيحضرها الخازن فيتصفحون ويراجعون ويكتبون حتى أسافلهم من العساكر.

وقال عن تلطفهم مع المصريين «وإذا حضر إليهم بعض من المسلمين ممن يريد الفرجة لا يمنعونه من الدخول إلى أعز أماكنهم ويتلقونه بالبشاشة والضحك وإظهار السرور بمجيئه، وخصوصا إذا رأوا فيه قابلية أو معرفة أو تطلعا للنظر في المعارف بذلوا له مودتهم ومحبتهم، ويحضرون له أنواع الكتب المطبوع بها أنواع التصاوير وكرات البلاد والأقاليم والحيوانات والطيور والنباتات، وتواريخ القدماء وسير الأمم وقصص الأنبياء، ولقد ذهبت إليهم مرارا ... ورأيت عندهم كثيرا من الكتب الإسلامية مترجما بلغتهم، فمن ذلك كتاب الشفاء للقاضي عياض، والبردة للبوصيري ترجموها بلغتهم، ورأيت بعضهم يحفظ سورا من القرآن ولهم تطلع زائد للعلوم.»

7

وقال:

وافردوا لجماعة منهم بيت إبراهيم كتخدا السناوي وهم المصورون لكل شيء ومنهم أريجو المصور، وهو يصور صورة الآدميين بشكل يظن من يراه أنه برز في الفراغ، مجسم يكاد ينطق، حتى إنه صور صورة المشايخ كل واحد منهم على حدته في دائرة وكذلك غيرهم من الأعيان،

8

وآخر في مكان يصور الحيوانات والحشرات، وآخر يصور الأسماك والحيتان بأنواعها وأسمائها، ويأخذون الحيوان أو الحوت الغريب الذي لا يوجد ببلادهم فيضعون جسمه بذاته في ماء مصنوع حافظ للجسم فيبقى على حالته وهيئته لا يتغير ولا يبلى، ولو بقي زمنا طويلا ... وسكن الحكيم «رويا»

9

ببيت ذو الفقار كتخدا ووضع آلاته ومساحته وأهوائه في ناحية، وركب له كوانين وتنانير لتقطير المياه والأدهان واستخراج الأملاح ... وأفردوا مكانا في بيت حسن كاشف جركس لصناعة الحكمة والطلب الكيماوي.

وذكر الجبرتي بعض عمليات كيماوية وطبيعية عرضت عليه مما لا يخفى أمره اليوم على تلامذة المدارس في المعامل الكيماوية والطبيعية! ولكنه يقول عنها: «ولهم في ذلك أمور كثيرة وأحوال وتراكيب غريبة، ينتج منها نتائج لا تسعها عقول أمثالنا.»

نامعلوم صفحہ