نكت الهميان في نكت العميان

الصفدی d. 764 AH
43

نكت الهميان في نكت العميان

نكت الهميان في نكت العميان

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

المقدمة التاسعة نوادر العميان قال بعضهم لبشار بن برد: ما أذهب الله كريمتي مؤمن إلا عوضه الله خيرًا منهما. فبم عوضك؟ قال: بعدم رؤية الثقلاء مثلك. وقال بعضهم: يقال إن أهل هيت يكون أكثرهم عورًا. فرأيت رجلًا منهم صحيح العينين. فقلت له: إن هذا لغريب! فقال يا سيدي إن لي أخًا أعمى قد أخذ نصيبه ونصيبي. يقال: إن رجلًا أعمى تزوج امرأة قبيحة: فقالت له: رزقت أحسن الناس وأنت لا تدري. فقال لها: يا بظراء! أين كان البصراء عنك قبلي؟ قال بعضهم: نزلت في بعض القرى وخرجت في الليل لحاجة فإذا أنا بأعمى على عاتقه جرة ومعه سراج. فقلت له: يا هذا؟ أنت والليل والنهار عندك سواء! فما معنى السراج؟ فقال: يا فضولي! حملته معي لأعمى البصيرة مثلك، يستضيء به. فلا يعثر بي فأقع أنا وتنكسر الجرة. قيل إن الأعمش كان يقوده النخعي، وهو أعور. فيصيح بهما الصبيان: عين بين اثنين. فكان النخعي إذا انتهى إلى مجامعهم خلى عنه: فقال له الأعمش: ما عليك؟ يأثمون وتؤجر. فقال النخعي أن يسلموا ونسلم. قالت لأبي العيناء قينة يومًا: يا أعمى! فقال لها: ما استعين على وجهك بشيء أصلح من العمى. وسمع محمد بن مكرم رجلًا يقول: من ذهب بصره، قلت حيلته. فقال له: ما أغفلك عن أبي العيناء؟ وقال المتوكل يومًا: لولا ذهاب بصر أبي العيناء لنادمته؟ فبلغه ذلك. فقال: قولوا له إن أعفيتني من قراءة نقوش الخواتيم ورؤية الأهلة صلحت لغير ذلك. فبلغ المتوكل ذلك فضحك ونادمه.

1 / 48