ناصر (في نفسه) :
يا لله أنصحه فيناقض، وأرشده فيعارض، ونتيجة قوله لنصحي المفتخر، ألا يسمع بغادر كلام أحد من البشر. (لحليم) : والله إن غادرا لذميم، وشيطان رجيم؛ كثير الوسواس، خئون خناس، قليل الأمانة، مصدر الخيانة، ذو مضرة ورياء، ومخاصمة ومراء، أخلاقه ذميمة، وأوصافه مشومة، خبيث الطوية، وحركاته شيطانية، كالنار في الإحراق، وإبليس في الشقاق؛ وحيث إني ألمعي الفراسة، وماهر في السياسة، أقول إن غادرا لغادر، وماكر فاجر، ولو لم يكن مستحقا لما كان عليه، لما أوصل الله تلك الإهانة إليه، حليم حليم، مولانا حليم، أتريد أن تسعد من أشقاه الله، وتقرب من طرده وأقصاه؟ كلا، كلا.
إذا المرء لم يخلق سعيدا من الأزل
فخاب الذي ربى وخاب المؤمل
فموسى الذي رباه جبريل كافر
وموسى الذي رباه فرعون مرسل
فلا تحصل يا سيدي من صحبة غادر على السلامة، ولا بد ما تقع في الحسرة والندامة؛ حيث إنه خال من الصفات الحميدة، والشمائل السعيدة، قبيح الفعل، رديء الأصل.
هيهات تجني سكرا من حنظل
فالشيء يرجع بالمذاق لأصله
حليم (غاضبا) :
نامعلوم صفحہ