قوله: (ومن [ثم](1) لم يجز (ما زال زيد إلا عالما)، يعني من أجل أنه يشترط في الذي يعرب على حسب العوامل، النفي لم يجر لأن (ما) للنفي وزال للنفي، وإذا أدخل النفي على النفي كان إثباتا، وصار المعنى ثبت زيد على كل حاله إلا عالما(2)، وفي الأحوال ما لا يصح كونه عليها لتعذر الإحاطة بجميع الأحوال، ويؤدي إلى نفي الخبر وهومثبت وقد أجازوا النصب في المفرغ على الاستثناء من المحذوف حيث يكون مفعولا أومبتدأ أوخبر الفاعل، لأنه لا يجوز حذف الفاعل خلافا للكسائي(3)، فإنه أجاز فيه الاستثناء بناء على أصله وهوجواز حذف الفاعل فيقول: (ما رأيت إلا زيدا، وما مررت إلا زيدا) بتقديره (ما رأيت أحدا ولا مررت بأحد) قال الشاعر:
[251] نجا سالم والنفس منه بشدقه
ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا(4)
تقديره: (ولم ينج شيء إلا جفن سيف) فأبدله من محل المفعول، وفي المبتدأ نحو: (مالي إلا زيدا) تقديره: (مالي أحدا إلا زيدا) قال:
[252] يطالبني عمي ثمانين ناقة
ومالي يا عفراء إلا ثمانيا(5) فثمانيا مستثنى من المبتدأ تقديره: و(مالي نوق إلا ثمانيا) وفي الخبر قوله:
صفحہ 434