292

نجم ثاقب

النجم الثاقب(الجزء الأول)

اصناف

الثالثة قوله (نحو: ({الزانية والزاني فاجلدوا}(3)،{والسارق والسارقة فاقطعوا}(4) ) يعني ليس من هذا الباب(1)، لأنه لوكان فيه لكان مما يختار فيه النصب، لقلة وقوع الإنشاء خبرا فلما اتفق القراء على رفعه، علم أنه ليس منه، وقد اختلف في تأويله فقال المبرد(2) والفراء(3) والألف واللام بمعنى الذي [ظ 48] والفاء دخلت بمعنى الشرط كما دخلت في (الذي يأتيني فله درهم)، والكلام جملة واحدة لكن منع من العمل الفاء لأنها إذا كانت للشرط، لم يعمل ما بعدها فيما قبلها، فخرج عن الباب، لأن من شرطه صحة التسليط، وقوله: {الزاني والزانية} عطف عليه، و(فاجلدوا) الخبر، وتقديره: (الذي زنا والتي زنت فاجلدوا) وهوضعيف من حيث جعل الإنشاء خبرا وقوي نقله الحذف، وقال سيبويه(4) إن الكلام جملتان: الأولى خبرية، والثانية إنشائية وتقديره فيما يتلى عليكم حكم الزانية والزاني فاجلدوا، فحذف من الجملة الأولى الخبر وهومما يتلى عليكم، والمضاف من المبتدأ، وهوحكم و(فاجلدوا) جملة ثانية إنشائية بيان للجملة الأولى، والفاء للسببية، كما في قولك: (زيد كريم فأكرمه)، فامتنع أن يكون من هذا الباب، لأنه لا يصح عمل فعل من جملة في مبتدأ مخبر عنه بغيره من جملة أخرى(5) ، وكلام سيبويه ضعيف لكثرة الحذف، وقوي حيث لم يجعل الإنشاء خبرا. وقال الإمام يحي بن حمزة إنهما جملتان(1) والشرط في الجملة الأخرى محذوف تقديره الزانية والزاني إن زنيا فاجلدوا، والفاء للشرط، ولا يعمل ما بعدها فيما قبلها، لأنها جملة أخرى، ولأن الشرط لا يعمل ما بعده فيما قبله، فخرج عن الباب، وسماهما رأسين باسم ما يؤولان إليه.

التحذير

قوله: (الرابع التحذير)، يعني ما حذف فعله وجوبا، وهوثالث القياسية، وقد أجاز بعضهم إظهاره في المكرر فلا يكون منه. قوله: (وهوضمير جنس)، وخرج غير الضمير(2). قوله: (منفصل) خرج المتصل.

قوله: (معمول بتقدير (اتق)) خرج ما كان معمولا بغير اتق نحوقولك

(إياك) لمن قال (من ضربت ؟) وما كان معمولا لا بلفظ (اتق) كقولك: (إياك اتق).

قوله: (تحذيرا مما بعده) خرج نحوقولك (إياك) لمن قال: من أتقي ؟ فإنه إخبار لا تحذير، وتحذيرا مفعول له، وعامله المصدر، وهوقوله (بتقدير اتق)(3).

صفحہ 345