قوله: (وإذا انتفى الإعراب لفظا فيهما والقرينة) انتصاب (لفظا) تمييز، أي انتفى لفظ الإعراب(2) فيهما، والقرينة انتصاب (لفظا) لا تقديره، يعني أن الفاعل يلي فعله، وليس بواجب، وقد يعرض [ما](3) يوجب تقديمه، وأشياء توجب تأخيره، وبدأ بالموجبة للتقديم، لأنها أقرب [و20] إلى الأصل، وهي أربعة:
الأول: اللبس، وهوحيث ينبغي الإعراب فيهما، والقرينة أي في الفاعل والمفعول، وفي قوله: (فيهما)(4)، إضمار، لأنه لم يتقدم للمفعول ذكر، وجوابه أن المفعول من لازمه، فكأنه قد تقدم ذكره، مثال انتفاء الإعراب والقرينة فيهما (ضرب موسى عيسى) فإن الإعراب منتف فيهما لفظا، والقرينة أيضا منتفية، لأنها على ضربين ؛ لفظية، نحو: (وضربت الحبلى موسى) ومعنوية، وهي حالية نحو(ضربت هذه هذه)، مشيرا إليهما وعقلية نحو: (أكل موسى الكمثرى).
واحترز بقوله (وإذا انتفى الإعراب لفظا فيهما، والقرينة) من أن توجد نحو: (أكل زيد أخيرا)(5) أوأحدهما نحو(صرب زيد عمرا)، و(أكل موسى الكمثرى)، فإن في هذه لا يجب فيها تقديم الفاعل لأن اللبس منتف فيها.
صفحہ 152