344

============================================================

ركبوها، وإن شاعوا تركوها، تخييرا لا جبرا، وإنما اخبرهم بالنعمة، فيما سخر لهم من العيدان، والدلالة على عمل التجارة، والمسافرة على وجه الماع، فهذه نعم، يجب ان نشكر ونعترف لمن تفضل بها .

وكذلك ما اعتللت به من العطشان، والجائع والعارى، فالله، عزوجل، الذى خلق الطعام والشراب، وأمر بالاحسان إلى الجياع والعطاش، ولم يطعهم من طريق الضيافة، والثلقيم لهم، ولا حمل الكؤوس إلى افواههم ، ولا النسيج لثياب العارين، وإنما أمربا لإحسان من بعضهم إلى بعض ، وحض عليه ، وقا (ولا تنوا الفضل بكم (1)، فهذا إطعامه وكوته ونعمته ، وقال : { ..وإن تعدوا نعمت الله لا تخصوها إذ الإنان لقلوم كفار}(1)، وهذا هو وجه القول ، وإصابة المعنى، لا ما ذعبت إليه من أن الله ، عز وجل، هو الذى يفعل جميع افعال العباد، وأنه، زعمت، الذى خلق السفن والدروع، وغير ذلك من أعمالهم التى عملوها بايديهم، واتخاذهم للاصنام /11.

لى تفسير وونه تطالى .( والله خلقكم وما تضملون (46 فإن قلت : إنه قد قال فى كتابه : { والله خلقكم وما تضملون 3}(2) . قلنا لك : إه خلق الذهب والفضة، والنحاس والحديد، والخشب والحجارة، الشى علوا منها الأصنام، فصوروها وقدروها ونحتوها، وليس ذلك الذى عملوا بأيديهم، فعلا لله، عزوجل، وإنما فعله خلق الاشياء التى منها عملوا، ولو كان فعل فعلهم، لوجب لهم عليه، أن لايندبهم إلى طاعة، ولا يسالهم تقصيرا، ولا يعذبهم على غير جرم، وهو الذى فعل جيع أفعالهم، وقد أخبرهم أنه لايجور عليهم، ولا يظلهم، وأنه يريد بهم اليسر ولايريد بهم العسر. فاى عسر أعسر ما قلتم، واى ظلم اكبر مما ذكرتم14.. عز عن ذلك اللطيف الخبير .

(1) ورة البقرة: الأبة 247.

صفحہ 344