302

============================================================

قلنالك: صدقت، ولكن هات لنا حجة نقرق بها بين خلقه للقرآن، وبين خلقه للشر:: فإن قلت : إن الفرق من قبل أن القرآن خلقه وحده، لم يشرك فيه أحد، والشعر خلقه هو وغيره من الشعراع، على قود قولكم، فعل من فاعلين، وأنه لله خلق، وللصاد كب . قلتالك : فقد لزمك أن لله، عز وجل، شريكا فى خلقه.

ولابد لك أن تقول : إن الله، جل ثناؤه، ولبيد بن ربيعة الكلابى، صنعا القصيدة وخلقاها، وخلقها المعروفة ب: عفت الديار محلها فمقامها بمنى تابد غولها فرجامها.

تقول: إتها خلقاها جيما وصنعاها، فلله نصفها، وللبيد نصفها، على قود قولكا.. فيجب عليك أنك قد رجعت عن قولك : إن الله خلق أفعال العباد، وصرت بأنه يخلق نصف أفعال العباد، وانتقض قولك الأول الذى تطاولت به، وانخت علينا بجعه !1.

وإن قلت : إنك لا تقول : إن الله خلق نصف قصيدة لبيد، ولبيد خلق نصفها الآخر.

قلنا لك : فكيف نقول في القصيدة، من خلقها هى وسائر الأشعار ؟1.. إذ قد رجعت وكرهت أن تقول إن الله خلق نصفها، ولبيد بن ربيعة نصفها ، فهل تقول : ان الله خلقها وحده منفردا بها لا شريك له فى خلق القصيدة، وخلقه صنعه، زعت 11 فان قلت : نعم، الله الذى تفرد بخلق القصيدة، وصنعها وحده، لزمك صاغرا داخرا عاثرا أن الله، عز وجل، صنع هذا القول ، جل الله عن قولكم : وهوقول لبيد بن ربيعه: بل ما تذكر من نوار ، وقدنات وتقطعت اسبابها ورمامها(1).

(1) نورا اسم الحممة والرمام هو الفطعة من الحبل البالى

صفحہ 302