208

============================================================

والعجب كيف استجزت في ملك الله، وعظمة سلطانه وعدله، وقوله :(إن الله لا يظلم الناس شمتا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) (1) ، ان تقلب ذلك القول كله، فنسبته إلي الله عز وجل ، وقد سميعته يقول : ( أوليك الذين لم ترد الله أن يغهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم لهي الآخرة عذاب عظيم (} (2) .

فاسع أول الكلام إلي ماقاد، وكيف خرج فيه صحة العدل، وبيان كذبك على الله عز وجل، وفريتك عليه، ما ليس من دينه، وهو البرئ من ذلك، جل ثناؤه، بل ليت شعرى، فيما استخفوا الخزى فى الدنيا، والعذاب العظيم فى الأخرة، اعلى امرهو فعله، أم هم فعلوه بأتفهم 14..

فان كان هو الذى فعله، فقد صح فيه الجور، وإن كانوا الذين فعلوه فهذا القرآن يشهد بفعلهم وبراءة الله، عز وجل، مما قلت : إنه لا يكون ذلك منه ظلما ولا ورا عليهم، فليت شعرى، كيف يكون الظلم عندك، وعند جيع الناس 116 لا ما لا يعقل، ولا سبيل إلى الوقوف عليه 14 .. فسبحان الله العظيم وتعالى عما تقولون علوا كبيرا: واخبرنا ايضا عن قولك : إن الله، عز وجل عما قلت ، أراد من الكفار الكفر، ولم 66وا برد منهم الإيمان . اقولك عندك اصدق 4أم قول الله، عز وجل، حيث يقول: { إن يتبعون / إلا الطن وما تهوى الأنفس ولقد جاء هم من ربهم الهدى (}(2)4 ..

فإن قلت : إن الله، عز وجل، فى هذه الآية اصدق منك فيما ادعيت، لزمك أنك قد رجعت إلى قولنا بالعدل، ولزمك أنك كنت مبطلا فى دعواك : (لابد من ذلك ، وان قلت أنك أصدق من الله، عز وجل، كنرت عند) (1) جميع أهل الإسلام، ووجب عليهم قتلك، من آخر ساعتك، لابد لك من ذلك .

واما قولك أنا نقول : إنا نستطيع أن يكون منا ما لم يرد الله، عز وجل ، ان يكون.

فان قلنا : بلى (0) - زعمت . قلت لنا : افليس قد يريد الله أن يكون امر، ويرهد (1) ورة مونس : الأمة 44.

(2) سورة المالده : الآية 41 (4) سورة النجم : الأمة 23.

(4) زاد فى الأصل : عند.

() فى الاصل : *لا.

صفحہ 208