============================================================
فلا بزال الكلام يدخل عليكم فى اعتقادكم للجبر، بما يبطل عليك ما قلتم به من التوحيد؛ لأنه لا يقوم توحيد بلا إثبات عدل، لأن من وصف الله، عز وجل، بالجمر، نقد شبهه بالمخلوقين، وهذا معنى جوابنا فى هذا من فساد التوحيد عليكم، بما فيه الكفاية إن عقلتم، لأنه لا يقوم التوحيد ولايصح إلا باثبات العدل، لأنه لا يوحد الله، عز وجل من شبهه بالجائرين، لأنه مشبه كالشبهين.
واما قوله، عز وجل: وجلنا قلوبهم قاسية (1)، فإنما هوجعل حكم وتسمية، لا جعل خلق ولا جبر، ولوكان، عز وجل، إنه هو الذى خلق ذلك إلا فك، لأن أفعال العباد، على زعكم، مخلوقة. فافهم هذا الباب الذى غلطت فيه، وأهلكت من اتبعك (2)، وإلا (2) لزمك أن الله عز وجل، خلق أفك الأفاكين؛ ثم عذبهم على خلقه، لا على امرفعلوه هم ، ولا خلقوه!ا فان قلت: خلق نصفه وهم نصه، لعل من لاعلين، على قولكم، إذ زعمتم انه خلق خلقا لله، واكتساب من العبادا قلنالك: فحبك برجل زعم أن ربه شريك للأفاكين، وأنه جمل عليهم العذاب كله، وأنه الذى خلق الفعل، فكان الواجب أن يجعل عليهم نصف العذاب، إن كان م عدل أوحكم حق لاجور فيه.
وبالله ما زادت عبدة الأوثان، على قولك هذا، أن قالوا: إن الأوثان أرباب مع الله، عزوجل، وأنهم علوا بايديهم، ثم زعموا أنها التى ترزقهم وتقربهم، وكذلك قلتم: إنه خلق الشرك والكفر، وأقسى (1) القلوب. ثم خلد من فعل ذلك فى العذاب الأليم!1 ثم نقول لك: خبرنا عمن خلق اعيان العباد؟ .. فإذا قلت: الله. قلنا لك: وكذلك خلق نظرهم إلى المحارم، وإلى عررات النساء، وجيع القبائح!1.. فإن قلتم : نعم.
قلنالك: فلم عذبهم على خلقه لنظرهم إلى المحارم، ولم يعذبهم على خلقه لاعينهم(0)، التى خلق فى رؤسهم 114 فلا تجد حجة تجيبنا بها.
(1) سورة المائدة : الآمة 14.
(2) فى الأصل: اتبعث .
(3) فى الأصل : وإن لا: (4) في الأصل: وأقسا.
(*) فى الأصل: لاعبانهم . وهويقصد العين: عضو الابصار ويجمع على اعين، وعيون، انظر الممجم الوصد: 643/9
صفحہ 174