. . . . . . . . . . وَالْوَصْفِ (١) وَالْحَصْرِ (٢)
٢٩ - سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَّيْسَ شَيءٌ كَمِثْلِهِ ... كَمَا جَاءَ فِي الْقُرآَنِ إِنْ كَنْتَ مَنْ تَدْرِي
٣٠ - فَسُبْحَانَهُ مِنْ مَالِكٍ مُتَكَبِّرٍ ... تَفَرَّدَ دُونَ الْخَلْقِ بِالْعِزِّ وَالْقَهْرِ
٣١ - وَيَنْزِلُ لَا تَكْيِيفَ لِي فِي نُزُولِهِ (٣) ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
(١) مذهب أهل السنة والجماعة: أننا نصف الله ﷿ بما وصف به نفسه في كتابه، أو وصفه به نبيه ﷺ في السنة الثابتة، لا نتجاوز القرآن والسنة، كما قال الإمام أحمد ﵀ وأيضًا من مذهب أهل السنة، مع إثبات هذه الصفات لله ﷿: إثبات كيف لها، ولكنه مجهول بالنسبة لنا (تفويض الكيف). وهذا الكلام مبسوط في محله من كتب العقيدة.
(٢) قال تعالى: ﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾، وقال: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ فذاته ﷾ غير محصورة في مكان، بل هو ﷾ مستوٍ على عرشه بائن من خلقه. وكما أن ذاته سبحانه غير محصورة في مكان فإننا لا نستطيع أن نحيط بها أو ندركها.
وكذلك أسمائه، وصفاته، لا نستطيع أيضًا أن نحيط بها من حيث الكيفية والكُنْهْ التي هي عليه، وكذلك لا نستطيع أن نحصر عددها؛ لأن من الأسماء ما أستأثر الله بعلمه، وكل اسم يدل على الذات، والصفة عن طريق المطابقة، والتضمن، واللزوم.
(٣) القول في النزول، وسائر الصفات كقول الإمام مالك ﵀ في الاستواء: [الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة] والكلام في الكيف، والسؤال عنه محرم؛ لأنه يجر إلى التأويل وتكذيب ظاهر القرآن والسنة، فلا يقال: كيف ينزل؟ هل يخلو من عرشه؟ هل ينتقل؟ وهل يحل في السماء؟ وكل هذه الأسئلة وأشباهها باطلة وقد جرت أقوام إلى تكذيب القرآن، والسنة، فقالوا: لا ينزل؛ هروبًا من لوازم الإجابة على هذه الأسئلة المحرمة، وقالوا: بل تنزل الرحمة، أو ينزل أمره تعالى، أو ينزل ملك، وكل هذا تعطيل لظاهر القرآن والسنة بلا قرينة صحيحة، إلا شبهًا في عقولهم الفاسدة، مبدؤها السؤال عن الكيف، وما أحسن قال علماؤنا: إذا قال لك الجهمى: كيف استوى؟ أو كيف ينزل إلى سماء الدنيا؟ أو كيف يداه؟ ونحو ذلك، فقل له: كيف هو في ذاته؟ فإذا قال لك: لا يعلم ما هو إلا هو، وكنّه الباري تعالى غير معلوم للبشر. فقل له: فالعلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف فكيف يمكن أن تعلم كيفية صفة لموصوف لم تعلم كيفيته.
1 / 31