. . . . . . . . . . . . . . . . . ... لَأَنَّا عَرَفْنَا اللهَ بِالنَّقْلِ لَا الْفِكْرِ (١)
١٨ - وَمَعْرِفَةُ الرَّحَمَنِ بِالْعَقْلِ فِرْيَةٌ ... عَلَيْهِ وَلَيْسَ الْعُرْفُ بِالشَّيءِ كَالنّكْرِ
١٩ - وَلَا خَيْرَ فِي عِلْمِ الْكَلَامِ (٢) لَأَنَّهُ ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
صفات الله الثابتة في الكتاب والسنة؛ لأنّ أكبر سبب لإفحام المبطل أن تكون الحجة عليه من جنس ما يحتج به وأن تكون مركبة من مقدمات على الهيئة التي يعترف الخصم المبطل بصحة إنتاجها.
ولا شك أنّ (المنطق) لو لم يُترجم إلى العربية ولم يتعلمه المسلمون لكان دينهم وعقيدتهم في غنى عنه كما استغنى عنه سلفهم الصالح؛ ولكنه لمّا تُرجم وتُعلم وصارت أقيسته هي الطريقة الوحيدة لنفي بعض صفات الله الثابتة في الوحيين، كان ينبغي لعلماء المسلمين أن يتعلموه وينظروا فيه ليردوا حجج المبطلين بجنس ما استدلوا به على نفيهم لبعض الصفات؛ لأنّ إفحامهم بنفس أدلتهم أدعى لانقطاعهم وإلزامهم الحق.
واعلم أنّ نفس (القياس المنطقي) في حد ذاته صحيح النتائج إنْ ركبت مقدماته على الوجه الصحيح صورة ومادة، مع شروط إنتاجه فهو قطعي الصحة وإنما يعتريه الخلل من جهة الناظر فيه، فيغلط، فيظن هذا الأمر لازمًا لهذا مثلًا، فيستدل بنفي ذلك اللازم في زعمه على نفي ذلك الملزوم مع أنه لا ملازمة بينهما في نفس الأمر البتة.
ومن أجل غلطه في ذلك تخرج النتيجة مخالفة للوحي الصحيح لغلط المستدل. ولو كان استعماله للقياس المنطقي على الوجه الصحيح لكانت نتيجته مطابقة للوحي بلا شك، لأنّ العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح ...) أ. هـ]
(١) الأصل في معرفة الله ﷾ أنها فطرية لا تحتاج إلى نظر، واستدلال، وهذه المعرفة تتم بالوحي، ومن طرق معرفة الله تعالى التي لا تتناقض مع الفطرة، والوحي دليل العقل، غير أنه قليل الجدوى صعب المنال، وعليه فإنكار القول بأن الله تعالى يعرف بالعقل فيه نظر، وأيضًا قصر المعرفة علي العقل، والنظر، والاستدلال قول باطل، والحق واسطة بينهما كما سبق.
(٢) جاء في الموسوعة العربية العالمية: [عِلْمُ الكَلاَم الإسلامي علم يهتم بدراسة العقيدة الإسلامية ويدافع عنها، ويرد الشبهات التي تثار حولها بالأدلة العقلية، والبراهين الجدلية، مستحدثا في ذلك مصطلحات استمدها من الفلسفة وطرقًا استنبطها منها.
وسُمي هذا العلم علم الكلام - كما يقول الشهرستاتي - لسببين: أولهما أن أخطر مسألة خاض فيها المتكلمون هي مسألة كلام الله التي تجاوز الأمر فيها حدّ المناظرة وتبادل الرأي إلى الفتنة والقتل والسجن، كما هو معروف في فتنة خلق القرآن ومواقف رجال كالإمام أحمد بن حنبل منها. وثانيهما سبب منهجي يتمثل في أن المتكلمين أرادوا أن يميزوا مناهج أبحاثهم عن المنطق الذي تبناه الفلاسفة واستخدموه في مباحثهم الفلسفية. فسمَّى المتكلمون طريقتهم في البحث: الكلام ...].
1 / 26