٦ - وَرُبَّ حَدِيثٍ أَذْهَلَ الْقَلْبَ ذِكْرُهُ ... عَنِ الْبِحْثِ وَالّتِكَرارِ وَالدَّرْسِ لِلّذِكْرِ (١)
٧ - وَأَوْبَاشُ (٢) نَاسٍ أَضْرَمُوا نَارَ بِدْعَةٍ ... يُؤَجِّجُهَا ذُو الطَّعْنِ مِنْهُمْ وُذُو الْغِمْرِ (٣)
الباب الأول
محاربة شيخه للبدع بالاعتماد على الأدلة الشرعية
٨ - فَلَوْلَا مَكَانُ الشَّيخِ حَسَّانِ (٤) أَصْبَحَتْ ... . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . .
_________
(١) وهذا سبب آخر وهو أن التذكر والتفكير في النظم، وموضوعه أذهل قلبه عن البحث، والتكرار، والدرس.
(٢) الأوباش، جمع الوَبْشُ، وهم: الأخْلاطِ والسَّفِلَةِ. وانظر القاموس المحيط: باب الشين، فصل الواو.
(٣) قال ابن سلام في غريب الحديث (٢/ ١٥٤): [الغمر: الشحناء، والعداوة، وكذلك الإحنة، والغِمْر أيضًا: الحقد وزنًا ومعنى، وانظر المغرب (باب: الغين مع الميم، والمصباح المنير، مادة: الغمر).
(٤) لم أقف له على ترجمة بعد طول بحث، وقد ذكر الناظم أشياء كثيرة من أوصافه، وتمسكه بالسنة، ستأتي في الأبيات التالية، وقد أشار بعض إخواننا احتمالا أن يكون الفقيه الشاعر الفحل أبي زكرياء يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الأنصاري الحنبلي المتوفى ﵀ شهيدا على أيدي التتار سنة٦٥٦هـ والملقب بحسان السنة كما ذكر ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص/٢٠٠)، وقال عنه الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة: وكان حسان وقته.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (١٣/ ٢١١) في ترجمته (يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن المعرم عبد السلام الشيخ الإمام العلامة البارع الفاضل في أنواع من العلوم جمال الدين أبو زكريا الصرصري الفاضل المادح الحنبلي الضرير البغدادي معظم شعره في مدح رسول الله ﷺ وديوانه في ذلك مشهور معروف غير منكر ويقال إنه كان يحفظ صحاح الجوهري بتمامه في اللغة وصحب الشيخ علي بن إدريس تلميذ الشيخ عبد القادر وكان ذكيا يتوقد نورا وكان ينظم على البديهة سريعا أشياء حسنة فصيحة بليغة وقد نظم الكافي الذي ألفه موفق الدين بن قدامة ومختصر الخرقي وأما مدائحه في رسول الله ﷺ فيقال إنها تبلغ عشرين مجلدا وما اشتهر عنه أنه مدح أحدا من المخلوقين من بني آدم إلا الأنبياء ولما دخل التتار إلى بغداد دعي إلى ذارئها كرمون بن هلاكو فأبى أن يجيب إليه وأعد في =
1 / 21