روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين أن النبي ص أراد أن يشتري موضع المسجد من بني نجار فوهبوه له وكان فيه نخل وقبور المشركين فقلع النخل وخرب القبور وقد قال الله تعالى لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم. ومن المعلوم أن عائشة لم يكن لها ولا لأبيها دار بالمدينة ولا أثرها ولا بيت ولا أثره لواحد من أقاربها وادعت حجرة أسكنها فيها رسول الله ص فسلمها أبوها إليها ولم يفعل كما فعل بفاطمة ع. نهج الحق ص : 367و خرجت عائشة إلى قتال أمير المؤمنين ع ومعلوم أنها عاصية بذلك. أما أولا فلأن الله قد نهاها عن الخروج وأمرها بالاستقرار في نهج الحق ص : 368منزلها فهتكت حجاب الله ورسوله ص وتبرجت وسافرت في جحفل عظيم وجم غفير يزيد على سبعةشر ألفا. وأما ثانيا فلأنها ليست ولي الدم حتى تطلب به ولا لها حكم الخلافة فبأي وجه خرجت للطلب. وأما ثالثا فلأنها طلبته من غير من عليه الحق لأن أمير المؤمنين ع لم يحضر قتله ولا أمر به ولا واطأ عليه وقد ذكر ذلك كثيرا. وأما رابعا فلأنها كانت تحرض على قتل عثمان وتقول اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا فلما بلغها قتله فرحت بذلك فلما قام أمير نهج الحق ص : 369المؤمنين ع بالخلافة أسندت القتل إليه وطالبته بدمه لبغضها وعداوتها معه ثم مع ذلك تبعها خلق عظيم وساعدها عليه جماعة كثيرة ألوفا مضاعفة وفاطمة ع لما جاءت تالب بحق إرثها الذي جعله الله لها في كتابه العزيز وكانت محقة فيه لم يتابعها مخلوق ولم يساعدها بشر. ثم إنها جعلت بيت رسول الله ص مقبرة لأبيها ولعمر وهما أجنبيان عن النبي ص فإن كان هذا البيت ميراثا فمن الواجب استئذان جميع الورثة وإن كان صدقة للمسلمين فيجب استئذان المسلمين كافة وإن كان ملك عائشة كذبهم ما تقدم مع أنه لم يكن لها بيت ولا مسكن ولا دار في المدينة.
وقد روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين أن رسول الله ص قال ما بيني وبين منبري روضة من رياض الجنة
صفحہ 209