لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه (1)، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة ، وتقبض منهم عنه أيد كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة. قال الشريف : أقول : الغفيرة ههنا الزيادة والكثرة ، من قولهم للجمع الكثير : الجم الغفير ، والجماء الغفير. ويروى «عفوة من أهل أو مال» والعفوة الخيار من الشىء ، يقال : أكلت عفوة الطعام ، أى : خياره ، وما أحسن المعنى الذى أراده عليه السلام بقوله : «ومن يقبض يده عن عشيرته إلى تمام الكلام ، فإن الممسك خيره عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة فاذا احتاج إلى نصرتهم واضطر إلى مرافدتهم (2) قعدوا عن نصره ، وتثاقلوا عن صوته فمنع ترافد الأيدى الكثيرة ، وتناهض الأقدام الجمة.
* 24 ومن خطبة له عليه السلام
ولعمرى ما على من قتال من خالف الحق ، وخابط الغى ، من إدهان ولا
صفحہ 58