طعامًا فأكل ثم سقاه شرابًا فيه بنج، فلما سكر أدخل في الصندوق وقفل عليه وحمل إلى باب العامة فألقي هناك، فلما اصبح الناس رأوا الصندوق وليس معه أحد فأنهوا خبره إلى المأمون فأحضر وفتح فإذا حسين الخادم ملوث فعولج حتى أفاق، فقال له المأمون رأيت ابراهيم؟ قال أي والله يا أمير المؤمنين. قال أين هو؟ قال لا أدري وحدثه بالقصة، فقال المأمون خدعتنا والله العجوز وذهب المال.
حكاية: قيل إن الحجاج أمر بضرب عنق شخص، فقال لحاجبه أريد أن أكلم الأمير قبل أن يقتلني، فقال له الحجاج قل، فقال أيها الأمير لا أحب أن أكلمك إلا وأنا أمشي معك مكتوفًا بحالي في إيوانك من أوله إلى آخره وما على الأمير في ذلك من بأس ولا يحول بينه وبين ما يريد مني شيء فأخذ يتمشى معه في الإيوان فلما بلغ إلى آخره. قال أيها الأمير إن الكريم يراعي صحبة ساعة وقد صحبت الأمير في هذه المشية وهو أولى من رعى حق الصحبة، فقال الحجاج خلوا سبيله، فقال والله لقد صدق، ثم أمر له بعطية ومشى الرجل لشأنه.
حكاية: قيل إن رجلًا جلس يومًا يأكل هو وزوجته وبين يديهما دجاجة مشوية وإذا بسائل عند الباب فخرج إليه فانتهره فاتفق بعد ذلك أن الرجل افتقر وزالت نعمته وطلق زوجته وتزوجت برجل آخر فجلس في بعض الأيام يأكل معها وبين يديهما دجاجة وإذا بسائل يقرع الباب، فقال لزوجته ادفعي إليه هذه الدجاجة فخرجت إليه فإذا هو زوجها الول فدفعت إليه الدجاجة ثم رجعت وهي باكية فسألها عن بكائها فأخبرته أن السائل كان زوجها وأخبرته بقصة ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول، فقال لها والله أنا ذلك السائل.
حكاية: قيل إن معاوية لما ولى زياد بن سمية العراق، وهم يقطعون السبيل ويفسدون فيها ويسرقون فأول ما قدم عليهم قصد الجامع فرقى المنبر وخطب، ثم قال والله لئن خرج أحد بعد العشاء لآخذن رأسه فليعلم الحاضر الغائب، ثم أمر مناديًا نادى في البلاد ثلاثة أيام، فلما كانت الليلة الرابعة خرج زياد، وقد مضى من الليل ثلثه وجعل يطوف بخلال البلاد
فرأى رجلًا راعيًا ومعه غنم، فقال له زياد ما تصنع ههنا قال أتيت البلاد ولم أجد موضعًا أستقر فيه فنزلت مكاني إلى الصبح لأبيع غنمي غدًا إن شاء الله تعالى، فقال له زياد والله إني أعلم أنك صادق، ولكنني إن تركتك خفت أن يشيع الخبر عني، فيقال إن زيادًا
1 / 58