فظن بذي الوداد المحض خيرًا ... ودم واسلم بعز وارتفاع
وقلت مكاتبًا الشيخ الأديب العلامة المذكور عبد الله بن عثمان بن جامع الحنبلي رعاه الملك الولي
أعندك ما عندي من الشوق والوجد ... وهل انت باق في المحبة والعهد
أكابد أشجانًا توقد نارها ... بقلبي المعنى من بعادك والصد
وصدك عن مضناك داء دواؤه ... تدانيك من بعد القطيعة والبعد
فحنام تجفو من إليك اشتياقه ... تضاعف يا نجم المحاسن والسعد
وحقك لولا أن ماؤاك في الحشا ... لأحرقه الشوق المبرح بالوقد
وإني وإن أخفيت ما بي من الأسى ... عن الناس لا يخفاك يا منتهى قصدي
أيخفى غرامي وارتماضي بذا الهوى ... عليك وأشعاري تبين ما عندي
فعطفًا لمن لا يستلذ بعيشه ... لعبدك وارحم من تضعضع للود
وها أنا ذاك اللوذعي ومن له ... مكارم أخلاق تفوق عن الحد
وعمدة أرباب البلاغة والحجى ... وواحد هذا العصر أكرم بذا الفرد
وقدوة أعيان الحديدة من زها ... به اليمن الميمون فخر بني المجد
فإني هجرت اللذ عرفت مكانه الرفيع ... وعنه ملت يا عاذل العد
دع الصد واسلك في المودة والوفا ... سلوك ابن ذي النورين ذي الفضل والرشد
هو الشهم عبد الله نخبة قادة ... بهم عرف المعروف حجتنا المهدي
خلاصة أهل الجود لله دره ... فمن مثله في العلم والحلم والرفد
كريم إذا استمطرت يومًا أكفه ... همت باللهى من دون برق ولا رعد
عليه رضا الرحمن ما قال شيق ... أعندك ما عندي من الشوق والوجد
فأجاب لا فضّ فوه
نعم إن نيران الصبابة والوجد ... لها في الحشا وقد يزيد مع الصد
ألا قاتل الله الهوى ما أمرّه ... وأسرعه في هتك كل فتى جلد
إذا رام سترًا لذى في فؤاده ... عصته أنقيه فسالت على الخد
خليلي مالي والهوى يستفزني ... وما أنا بالخالي وما أنا بالوغد
ولي همة تسمو كل غاية ... من المجد لا بالخال والأسود الجعد