وتزوج حسين من امرأة من أسرة علمية أيضا، كانت تتولى المشيخة والخدمة في جامع الشيخ معروف الكرخي، القريب من محلة الدوريين، وقد اشتهر منهم الملّا أحمد بن سويد أخو زوجته المذكورة، الذي كان يتولى أوقاف جامع الشيخ معروف الكرخي.
طفولته وصباه:
وفي إحدى ليالي سنة ١١٠٤ هـ/ ١٦٩٢ م، ولد للملّا حسين طفل ذكر سموه مرتضى، وكانت تسميته هذه بسبب وفاة وليد سابق عليه، وما لبث شبح الموت أن داهم مرتضى أيضا، فمرض وهو ما زال رضيعا بعد، واشتد مرضه حتى بات «عظاما في جراب»، «١» وصادف أن رأته إحدى نساء الجيران وهو على تلك الحال، فشبهته ببعض من تعرفه من مجاوريهم، وكان نحيفا في غاية النحافة، يدعى (عبد الله) فلم يكن إلا أن ذاع هذا التشبيه، ولأمر اختاره الله، عرف الطفل بهذا الاسم، ونسي اسمه السابق مرتضى، وسرعان ما اقتنعت الأسرة بمزايا الاسم الجديد «وذلك لأن الله تعالى خاطب نبيه ﷺ في أشرف المقامات بالعبد فقال في مقام الوحي، فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ...
. «٢»
ولم يلبث الطفل أن رزيء- وهو ما يزال في الخامسة من عمره- بوفاة أبيه، تاركا وراءه أطفاله الصغار، عبد الله ومرعي وموسى، وحليمة، وديونا لم يكن قد وفّاها لأصحابها، فاضطرت الأم إلى أن تعيل أسرتها وحدها، متحملة من المشاق أشدها، وكانت تنفق عليهم من بيع ما تقوم بغزله من قطن، ولم يكن ما تحصل عليه بكاف لسد حاجات الصغار الذي باتوا- على ما يذكر السويدي- «لحما على وضم، لا حال ولا مال» . وشاء سوء حظ الأسرة، أن يكون الخال أحمد بن سويد الصوفي، غائبا آنذاك في رحلة له إلى
1 / 9