90

Nafahat Min Ulum Al-Quran

نفحات من علوم القرآن

ناشر

دار السلام

ایڈیشن نمبر

الثانية

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

العلوم المستنبطة من القرآن الكريم
س: القرآن الكريم كنز كنوز العلوم والمعارف. فهل من الممكن استنباط كل العلوم منه؟
ج: نعم؛ إن القرآن العظيم هو مستودع العلوم كلها والمعارف والأحكام والتشريعات فقد قال عنه الحق جل علاه: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ وقال جل شأنه: وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْيانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وقد قال الرسول ﷺ:
«ستكون فتن، قيل: وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم» أخرجه الترمذي وغيره.
ومن ما قاله الإمام الشافعي ﵁ (جميع ما تقوله الأمّة شرح للسّنة، وجميع السّنة شرح للقرآن) وقال أيضا: جميع ما حكم به النبي ﷺ فهو مما فهمه من القرآن. قلت: ويؤيد هذا قوله ﷺ: «إني لا أحل إلا ما أحل الله، ولا أحرّم إلا ما حرّم الله في كتابه» أخرجه بهذا اللفظ الإمام الشافعي في الأم.
وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث رسول الله ﷺ على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله.
وقال ابن مسعود ﵁: إذا حدثتكم بحديث أنبئكم بتصديقه من كتاب الله تعالى: أخرجهما ابن أبي حاتم.
وأخرج الإمام البخاري ﵁ عن ابن مسعود أنه قال: لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيّرات خلق الله. فبلغ ذلك امرأة من بني أسد فقالت له: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ﷺ وهو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين (١) فما وجدت فيه كما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه.
أما قرأت وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا قالت: بلى. قال:
فإنه قد نهى عنه. والقرآن العظيم قد جمع جميع العلوم. علوم الأولين والآخرين

(١) اللوحين: أي دفتى المصحف: من أوله لآخره.

1 / 92