Nafahat Min Ulum Al-Quran
نفحات من علوم القرآن
ناشر
دار السلام
ایڈیشن نمبر
الثانية
پبلشر کا مقام
القاهرة
اصناف
الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي
س: عرفنا فيما سبق الفرق بين القرآن والحديث القدسي، فما هو الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي؟
ج: الحديث النبوي قسمان: قسم توقيفي وقسم توفيقي.
س: ما هو التوقيفي؟
ج: القسم التوقيفي: هو الذي تلقى الرسول صلوات الله وسلامه عليه مضمونه من الوحي فبيّنه للناس بكلامه ﷺ. وهذا القسم التوقيفي وإن كان مضمونه منسوبا إلى الله جل وعلا فإنه (من حيث هو كلام) حريّ بأن ينسب إلى الرسول ﷺ، لأن الكلام إنما ينسب إلى قائله وإن كان ما فيه من المعنى قد تلقاه من غيره.
س: ما هو القسم الثاني (التوفيقي)؟
ج: القسم الثاني التوفيقي: هو الذي استنبطه الرسول صلوات الله وسلامه عليه من فهمه للقرآن بتوفيق من الله تعالى، لأنه صلوات الله وسلامه عليه مبيّن للقرآن، أو استنبطه بالتأمل والاجتهاد، وهذا القسم الاستنباطي الاجتهادي من الرسول ﷺ يقره الوحي إذا كان صوابا، وإذا وقع فيه خطأ جزئي نزل الوحي بالصواب. ومثال
ذلك ما وقع في أسرى بدر فإن الرسول ﷺ أخذ برأي أبي بكر وقبل من الأسرى الفداء، فنزل القرآن الكريم بالصواب للنبي ﷺ. بقوله تعالى: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (١).
ويتبيّن من ذلك أن الأحاديث النبوية بقسميها التوقيفي والتوفيقي، يمكن أن يقال عنها أن مردها جميعا بجملتها إلى الوحي، وهذا معنى قوله تعالى في رسولنا الكريم ﷺ: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (٢).
ولكن الحديث القدسي معناه من عند الله ﷿ يلقي المعنى إلى الرسول ﷺ
(١) سورة الأنفال آية ٦٧. (٢) سورة النجم آية ٣، ٤.
1 / 17