146

بعثت إليه من نظامي بقطعة

فماطلني دهرا طويلا وراعني

كأن أبا جاد إذا خط كفه

وكنت إذا ما قلت في اليأس راحة

إلى أن تيقنت القطيعة إذ أتت

على كل حال لا يزال بشكره ... وأدعوا وقلبي بالإجابة طامع

فعهدي مع حفظي المودة ضائع

أسائل فيهم هل تضاع الودائع

سيوف الجفا والسهم للقلب راجع

بناضل عنهم جهده ويدافع

فبينهما في كل حين وقائع

تغشاه نور حين ذكراه ساطع

لعينيه من خلف الحجاب اللوامع

من اليأس في شك جلته المطامع

وقامت براهين عليها قواطع

نجوم سوار أو بدور طوالع

وتعظم قدرا أن تشير الأصابع

بتوحيده رهبانها والصوامع

فكم ساجد للشكر يتلوه راكع

به خافض صوت الثناء ورافع

به سائل المعروف بالنجح قاطع

كلالا وخافت أن تصد موانع

إلى مورد منه تفيض الصنائع

له قارعا هابت حماه القوارع[64أ-ج]

يجيب سريعا حين يدعوه ضارع[103-أ]

أتاك فأبواب الأماني مصارع

شعارهم عند التصافي التقاطع

كما اختلفت بين الأنام الطبائع

يقول له واصل فما ثم مانع

يزين أخو المجد الرفيع التواضع

وحاجب سجني قال لي لا تنازع

ويا رب حق أبطلته الذرائع

تروق وقلبي بالإجابة قاطع

جفاه وضاعت لي قواف روائع

عليه عيون للعدا ومسامع

يلوح لقلبي من وفاه مطامع

أتتني سيوف من عتاب قواطع

لساني رطبا فهو للفضل جامع

فأجاب صاحب الترجمة:

طلائع عتب منك وافت روائع

غدوت وللأدوى طبيب من الرجا

أرى قصر غمدان سماء تخيلت

لساني حياء منه غير مصرح

رمتني سهام العتب منك فأصبحت ... لروضة سلوان المشوق رواتع

ورحت وروحي للملام ينازع

بعيني فلم لا يقرع السن قارع[64ب-ج]

بعذري وقلبي عن ودادي ينازع

مجنات ودي للسهام تدافع

ومنها:

توهمت أني للوداد مضيع

شموس وداد بالولاء سوافر

فكيف سلوكي بعد ودي سبيل من

فرفقا بقلب حل فيه لك الهوى

وقد وردت نفسي من العفو أبحرا ... ولي شاهد فيما ادعيت يراجع

لكم وبدور بالوفاء طوالع

تشاهده عند التصافي يقاطع

وشيدت لمن يهواه فيه مرابع

صفحہ 190