بلطف مساق كاد يسمع لفظه
لنا نغمات العود عن وتر اللطف
إذا مر ذكر الطيب فيه أكاد أن
أمد لمن أضحى يدور به كفي[62ب-ج]
وإن ذكرت بالوصف أكؤس قهوة
أضم شفاتي ضم مستعجل الرشف
وإن ذكروا فيه النثار حشسرت عن
ذراعي كمي للتهيؤ للجحف
وإن ذكروا حر المقام لكثرة
من الشمع فيه قلت أف كمن يطف
وإن ذكروا حسن الزفاف بليلة
غدت بين أيام الهنا شامة الطرف
تخيلت أن الأرض ترقص بالورى
سرورا وأشفقت السقوط عن (1) السقف
وإن ذكروا عالي مقام محمد
إمام الورى بدر الهدى وسط الصف
تطاولت كالرائي إليه يدي على
العمامة من خوف السقوط إلى خلفيالخلف
وإن ذكروا كثر الزحام بسوحه
رفعت يميني كالمشير إلى الكف
تزاحمت الأعلام من حوله فلو
يشاء مشى فوق العمامة بالخف
وإن ذكروا ما شاهدوا من سماته
نظرت إلى الرايات من جانب الزحف
وان ذكروا منه الوقار وحلمه
عرفت به التفسير للطور والكهف
وان ذكروا منه زواخر جوده
وما كان فيه من متابعة العرف
هتفت بربان السفين وكدت أن
ألف على رأس الإزار من الوكف
وان ذكروا أخلاقه وابتسامه
نشقت زهور الروض طيبة العرف
فلله أيام المسرة إنما
أحاديثها في مسمع الدهر كالشنف
ولله آثار العلى عن محمد
فروض لمستمل وغيث لمستعفي
فحتف لأعداء وأمن لخائف
ونور لمستهد ونجح لمستقفي
فدامت معاليه ومدت حياته
فطول بقاه للأنام من اللطف
ولا زال إنسانا لعين زمانه
مساعيه صدر في المحافل والصحف[63أ-ج]
ومن شعر صاحب الترجمة ما كتبه إلى المولى القاسم بن الحسين بن إسحاق رحمه الله.
يامبديا من النوى غرائبا
رفقا بصب قد غدا لهجركم
والطرف منه لايزال دائما
وجسمه مما به من الضنا
وصبره قد خانه لما رأى
فهل عسى ذاك الوفاء عائدا
وهل زمان بالحمى قد انقضى
وهل لبعد قد أتى عميدكم
أم هل ترون وصله محرما
فصبكم قد خال باب وصلكم
لكنه قد ارتجى لفتحه
ابن الحسين المنتقى أخا العلى
صفحہ 188