نبی موسیٰ و تل العمارنہ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
اصناف
7 (أي إن ترعة سيزوستريس كانت لا تصل لقمة خليج السويس الحالي عند مدينة السويس/القلزم قديما [المؤلف])، إنما كانت تأتي بماء النيل من شرقي الدلتا، لتصل حتى تل المسخوطة قرب الإسماعيلية الآن، حيث كانت نهاية رأس خليج السويس/الخليج العربي في ذلك الزمان، قبل أن ينسحب بالتدريج جنوبا عبر السنوات، ليتوقف عند السويس الآن.
وكي يزيد دي بوا إيميه في تدعيم نظريته العبقرية، يعمد إلى ما جاء عند بليني بالفصل 27 من الكتاب السادس، إذ يقول عن القناة التي نهض بإتمامها سيزوستريس، لتربط النيل بالخليج العربي على البحر الأحمر، كانت تبلغ حوالي 62 ميلا (93كم)، وفي تاريخ هيرودت الكتاب الثاني الفصل 58، أن هذه القناة كانت تتفرع من الفرع البوباسطي للنيل جنوب بوباسطة بقليل (بوباسطة من أحياء الزقازيق الآن)، وذلك في المنطقة التي يصنع فيها ذلك الفرع كوعا يتجه نحو الشرق متفرعا من فرع دمياط الحالي، لكنا لو قسنا الآن المسافة من هذه النقطة، حتى رأس خليج السويس الحالي، سنجدها 135كم وليس 93، بينما المسافة ما بين بوبسطة عبر وادي طميلات، حتى مدينة السبع أبيار على بحيرة التمساح، تساوي 90كم كما ذكر بليني.
8
شكل 3-1: تصور لما ذهب إليه دي بوا إيميه في امتداد خليج السويس ليضم البحيرات المرة.
وحتى يحدد لنا موضع الخروج بدقة، يضع دي بوا إيميه تصورا لجغرافية المنطقة زمن الخروج، فيرى أن الخليج العربي/السويس الآن، كان يمتد زمن الخروج ليلتحم بالبحيرات المرة، وبحيرة التمساح حيث السبع أبيار، مدللا على ذلك بعدد وافر من القرائن المفترضة، وأهمها ما جاء في عرضه التالي:
وفي الجزء الشرقي من وادي طميلات، نجد أنقاضا عظيمة تخلفت عن الأزمان الفرعونية، عند موقع «بلدة أبو كيشيد» (وهي الآن أبو خشب أو الخشبي أو تل المسخوطة إلى الشرق من أبي صوير بثلاثة كيلومترات [المؤلف]). ويعتقد دي بوا إيميه أن رعمسيس أوبيتوم التي ذكرتها التوراة المازورية، هي «ذات هيروبوليس» التي ذكرتها التوراة السبعينية، هي ذاتها مدينة المسخوطة الحالية، التي لا شك عنده كانت تقع عند رأس الخليج العربي (السويس)، عندما يملأ حوض البحيرات الحالي، ويتصل بالبحيرات المرة وبحيرة التمساح في خليج واحد، وأن تلك القمة هي بحيرة التمساح الآن، وأن اليونان كانوا يطلقون على البحر الأحمر اسم البحر الإريتري، وعلى خليج السويس الخليج العربي مرة، «والخليج الهيروبوليتي مرة، نسبة إلي هيروبوليس التي هي رعمسيس أوبيتوم، وهو ما يدعم وجودها على قمة الخليج».
9
ويتأرجح دي بوا إيميه حول كون هيروبوليس كانت هي رعمسيس أو بيتوم، ويذكرنا أن المؤرخين والجغرافيين الكلاسيكيين ذكروا مدينة باسم
وهي لا شك عند دي بوا إيميه هي بيتوم، هي هيروبوليس، هي المسخوطة أو الخشبي حاليا، حيث ذكر هيرودت أن «القناة التي كانت تحمل مياه النيل للخليج العربي، كانت تقع عليها مدينة باسم باتوموس».
ولمزيد من التدقيق يقول دي بوا إيميه «ولقد قمنا بتنقيبات عديدة في حوض القلزم (يقصد المساحة الممتدة من خليج السويس الآن حتى بحيرة التمساح شمالا)، دون أن نعثر على أقل شقفة طمي، في حين وجدنا هذا الطمي في شكل طبقات أفقية في وادي السبع أبيار.»
نامعلوم صفحہ