نبی موسیٰ و تل العمارنہ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
اصناف
H. Jedic » الذي أكد هذا المعنى، وحاول إيجاد تبرير معقول للقناعة بغرق الفرعونة وجيوشها، رغم عدم وجود أي وثيقة تاريخية في كل مدونات حوض المتوسط، تشير إلى غرق أي جيش أو أي فرعون، فأرجع الأمر إلى انفجار بركان جزيرة تيرا
Tira
المعروفة الآن بجزيرة سانتورين
Santorin ، الواقعة شمالي جزيرة كريت بحوالي سبعين كيلومترا، حيث زعم أنه قد تصادف خروج الإسرائيليين عقب الانفجار، ولحظة وصولهم إلى بحيرة المنزلة؛ لكي يسلكوا الطريق الساحلي إلى أرض كنعان، وفي اللحظة التي كانت فيها جيوش «حتشبسوت» تدخل المنطقة، و«موسى» وأتباعه على ربوة عالية بعد مرورهم من جنوبي البحيرة، وصلت موجة المد الهائلة التي سببها البركان، فأدى إلى غرق المصريين، و«جيدك» بذلك يفترض أن بحر سوف الذي عبره الإسرائيليون، لم يكن بحرا بالمعنى المفهوم، بل موضعا بساحل بحيرة المنزلة الجنوبي شمال الدلتا، ويكون المد الذي أغرق المصريين قادما من البحر الأبيض المتوسط.
ويبدو لنا أن من ذهبوا إلى تزمين الخروج بعهد الفرعونة «حتشبسوت»، قد ازدادت قناعتهم بمذهبهم، استنادا إلى النقوش التي خطت زمن حتشبسوت بحروف هجائية في صورة بدائية، عند موضع جبل الشريعة (سانت كاثرين وموسى بسيناء)، وورد فيها أكثر من مرة الاسم «منشه
Manassah »، الذي دفع إلى الظن بأنه اسم «موسى» نفسه ، هذا مع الاعتقاد الراسخ أن جبل سانت كاترين بسيناء، كان هو الجبل الذي توجه إليه الخارجون من مصر، إلا أنه لوجه الحق، أن حل رموز تلك النقوش غير محقق، إضافة إلى أن الصفات التي وردت في تلك المخربشات عن المدعو «منشه»، تخالف إلى حد بعيد ما ورد بشأن «موسى» في التوراة، فمنشه هذا كان عاملا مصريا في المحاجر هناك، يعبد آلهة مصرية كثيرة، وكان فيما يبدو مقربا في زمن سابق من الفرعونة حتشبسوت.
30
وربما انبنت قناعة «جارستانج» و«هانزجيدك» على ذلك النص المصري عن «حتشبسوت»، والذي وجد منقوشا على واجهة أحد معابدها، في منطقة إسطبل عنتر بضاحية مصر القديمة الآن، وهو معبد إقليمي، أطلق عليه اليونانيين اسم «سبيوس أرتميدس»، ويحمل علامات شديدة الدلالة، يمكن تأويلها مع قصة الخروج، وهو نص مدهش بالفعل، يقول النص:
أصغ إلي، إن جميع الناس من البدو هم على ترحالهم، وإني لم آخذ في اعتباري أعمالهم الشاذة، ولم تشغل خاطري، فإني لم أنس أن أشيد «وأصلح ما قد دمروه وأتلفوه» من قبل، وكان من بينهم حشود تقوم بهدم ما سبق تشييده، «كانوا يحكمون» بغير مشورة رع، ولم يحدث أن تم التصرف طبقا للأمر الإلهي، حتى عصر جلالتي.
وحكم جلالتي الآن ثابت بقوة رع؛ لأنه قد سبقت النبوءة بمولدي، بأني سأكون من الملوك القادرين المنتصرين؛ ولذلك جئت كالحية النارية الملتهبة ضد أعدائي، «ولما سمحت لأولئك الذين أغضبوا الآلهة بالخروج، فكأن الأرض ابتلعت آثار أقدامهم»، وهذه إرادة أبي الآلهة، التي رتبت ذلك في حينه، وهم لا يوافقون على إلحاق الضرر بمن جاء بإرادة الإله آمون، وإني أتمتع بقوة احتمال حين تسطع عليه أشعة الشمس النورانية، «فوجود جلالتي ولقبي شرعي وقانوني»، والإله حورس الصقر هو الذي يحميني بجناحيه، وينشر اسمي الملكي إلى أبد الآبدين.
نامعلوم صفحہ