نبی موسیٰ و تل العمارنہ
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
اصناف
26
ثم يتساءل السواح: «وإذا كانت سلطة داود قد وصلت الفرات، فلماذا لم يصطدم بالآشوريين؟ ولماذا خلا الخبر التوراتي من أي ذكر لهم ولتواجدهم في عبر النهر؟ ولماذا لم يرد ذكر لداود في الوثائق الأرامية، التي اكتشفت في عواصم ومدن ممالك أرام عبر النهر؟ ... هذا المحرر لم يكن يقصد إلى تقديم نص تاريخي موثق عن حرب داود، بل إلى تزيين سيرة هذا الملك الملحمي بأخبار حروب، جمعها من الذاكرة القبلية للمنطقة.»
27
أما «زياد منى» فيقول بشأن ما جاء عن سليمان وملكه وحكمته في العهد القديم: «إن المحرر اتخذ موقفا منحازا لسليمان بن داود، ولا يمل من كيل المدح له، لكن المتابعة الدقيقة لعهد سليمان التوراة، تبين أنه «كان أبعد ما يكون عن الحكمة، فولعه غير العادي بالنساء، جعله يستحق صفة زير نساء من الطراز الأول»، أما ضعف مقاومته لكافة أنواع البذخ والترف ومتع الحياة الدنيا، فجعله أبعد ما يكون عن الحكمة، وأقرب للولد العاق، الذي أضاع الثروة التي قضى الأب عمره في جمعها. فالتوراة تسجل في سفر ملوك أول (9: 10-13) بصريح العبارة أن سليمان اضطر للتنازل عن بعض أقاليم مملكته، وإجراء تعديلات حدودية، لرد بعض الديون التي استحقت عليه من قبل بعض الممالك المجاورة، كما أن اهتمامه وبطانته ببذخ الحياة، هي التي أدت بلا شك إلى تراخي جيشه، التي عبر عنه بفقدان بعض أقاليم مملكة داود سفر ملوك أول (14: 11-22)، فأية حكمة هذه التي تؤدي إلى انهيار المملكة فور موت ملكها؟! إن انقسام مملكة داود إلى إسرائيل ويهوذا بعد وفاة سليمان، كانت النتيجة الحتمية لسياسة الأخير «التي يمكن نعتها بأي صفة باستثناء الحكمة»، أما الأحاديث التوراتية المطولة عن إنجازات عهده، فلا يمكن أخذها جديا لأنها تدخل ضمن التراث الأدبي الشعري العام، هذا عدا أنها لا تنقل لنا أي عمل مادي محدد، وفيما يتعلق بمسألة الهيكل فمن الضروري الإشارة إلى أن «علماء التوراة - كثيرا في الخفية وقليلا علنا - لا يقبلون الادعاء بأن سليمان التوراة قام ببناء أي معبد»، بل إنهم مقتنعون بأن الهيكل لم يكن أكثر من قاعة أو غرفة في القصر الملكي. إن سياسة سليمان التي قامت على استعباد الشعوب الأخرى المقيمة بالمملكة، واستثنائها من المشاركة في السلطة شكلت القاعدة الوحيدة لموقف المحرر الإيجابي تجاهه، وهذا هو منبع مديح الكهنة لسليمان وعهده، كما أن سليمان على عكس أبيه داود شارك المحرر الكهنوتي في وجهة نظره القائمة على حصر إسرائيل في مجموعة معينة، وعمل على تطبيق ذلك نصا وروحا.»
28
شكل 2-2: خريطة لمواقع الأحداث القديمة حسبما رأى المؤرخون. (انظر أيضا شكل رقم
2-3 .)
شكل 2-3: خريطة لموقع الأحداث بالأقمار الصناعية.
الباب الثاني
مصر والتوراة
نامعلوم صفحہ