فإن نتجت مهرًا كريمًا فبالحرى .... وإن يك إقراف فمن قبل الفحل
ومثله قول زهير:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم .... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
وقد روى لي البيت الأول على القافية المرفوعة وأنشد
وما أنا إلا مهرة عربية .... سليلة أفراس تجللها بغل
فإن نتجت مهرًا كريما فبالحرى .... وإن يك إقراف فقد جره الفحل
وقد ذك الواحدى أن البيتين لابنة النعمان بن بشير الأنصاري- ﵁ وأرى البيت الأول لغيرها فضمنته إلى قولها وذكرت فقد جره الفحل لتتفق القافيتان والله أعلم، ومن الدليل على صحة هذا الوجه من طريق الرواية رواية أبي داود في كتابه كما تناتج الإبل بهيمة جمعاء أي توالدها و(ما) في قوله كما تناتج هي الموصولة أي كالتي تناتجها الإبل ويروى على بناء الفاعل من الإنتاج وفيه نظر؛ لأنهم يقولون أنتجت الفرس إذا حان نتاجها وقيل إذا استبان حملها لم يستعملوه إلا على هذا الوجه فإن قيل أوليس في الباب القياسي له مساغ.
قلنا: فيه نظر لأنهم يقولون نتجت الناقة نتاجًا على بناء المجهول ونتجها أهلها نتجًا وزيادة الألف في البناء الأول خلاف المنقول؛ لأنه لم يبن إلا على هذا البناء ولم نجد استعمال القياس في هذا الباب مستفيضًا وزيادته في البناء الآخر أعني نتجها أهلها مستبعد؛ لأنه لا يفيد معنى آخر اللهم إلا أن يكون الإنتاج قد ورد بمعنى الإيلاد في لغة قليلة ولم تشتهر والله أعلم.
قلت: ولولا ما علينا من إتباع الرواية دون إتباع الخط لجوزنا أن تفتح التاء من أول الكلمة على خطاب الحاضر من قولهم نتجها أهلها نتجًا مع الدلالة التي فيه من نسق الكلام وذلك ما ورد في بعض طرق هذا الحديث أنه قال ﷺ (هل تحس فيها من جدعاء) وفي الحديث له نظير ذكره أبو عبيد في كتابه عن النبي ﷺ أنه قال (هل تنتج إبل قومك صحاحًا آذانها) أي تولدها وتلي نتاجها فالناتج للإبل كالقابلة للنساء ويقال لصاحب النتاج الناتج على الاتساع ومنه قول الشاعر:
لا تكسع الشول بأغبارها .... إنك لا تدري من الناتج
والجمعاء هي السليمة من الآفة لاجتماع السلامة في أطرافها والمعنى البهيمة تولد سوية الأطراف سليمة من الجدع فلولا الناس وتعرضهم لها لبقيت] ١٢/ب [كما ولدت فالله أعلم.
[٦٣] ومنه: حديث أبي موسى الأشعري ﵁ (قام فينا رسول الله ﷺ بخمس كلمات ...
1 / 56