قال: وكذلك كان أبو علي دعبل بن علي الخزاعي يهجو الملوك والخلفاء ولا يكاد يعرض لشاعر إلا ضرورة، وقد حذر في أول كتابه الذي ألفه في الشعر من التعرض للشاعر، ولو كان من أدون الناس صنعة في الشعر، وقال: رب بيت جرى على لسان مفحم قيل فيه " رب رميةٍ من غير رامٍ " فسارت به الركبا، ولذلك يقول في بعض شعره:
لا تعرضن بمزحٍ لامرئٍ طبن ... ما راضه قلبه أجراه في الشفة
فرب قافية بالمزح جاريةٌ ... مشئومةٌ لم يرد إنماؤها نمت
ثم نرجع إلى قول الخصمين: ٥ - قال صاخب أب يتمام: فأبو تمام انفرد بمذهبٍ اخترعه، وصار فيه أولًا وإمامًا متبوعًا، وشهر به حتى قيل: هذا مذهب أب يتمام، وطريقة أب يتمام، وسلك الناس نهجه، واقتفوا أثره، وهذه فضيلة عرى عن مثلها البحتري.
٤ - قال صاحب البحتري: ليس الأمر لاختراعه لهذا المذهب على ما
1 / 13