مثری نبیل
المثري النبيل: هزلية تمثيلية ذات خمسة فصول
اصناف
أستاذ الموسيقى :
صدقت، إنه لا يدركها كما ينبغي، على أنه يدفع ثمنها بكرم، وأرى أن الفنون التي نتعاطاها أحوج ما تكون إلى هذه المادة الأخيرة.
أستاذ الرقص :
أما أنا فلا أكتمك أني أميل إلى شيء من المجد ، وأن التصفيق يطربني ويحرك إحساسي، وأصر على معتقدي أن الأعمال الفنية في سبيل البله ضرب من العذاب المؤسف، ولا يجمل بك أن تعترضني إذا قلت لك: إن ثمة لذة شديدة في العمل لأجل أشخاص يقدرون قدر الدقة في الفن، ويعرفون أن يتقبلوا جمال العمل ويكرموه. نعم، إن أجمل مكافأة يستطيع المرء أن يتناولها من عمله إنما هي الثناء على هذا العمل أو التصفيق له.
أستاذ الموسيقى :
أوافقك على ما تقول؛ فلا شيء في العالم ألذ من التصفيق والاستحسان على حد قولك، ولكن هذا البخور لا يطعم خبزا، فالثناء وحده لا يكفي الرجل، وعندي أن أفضل طرق الثناء هي طريقة اليد ... طريقة الدفع، وصاحبنا وإن يكن ضعيف العقل، ضئيل النور، يخبط في أحاديثه خبط عشواء، ويصفق عندما لا يفهم، إلا أن دراهمه ترفع مستوى عقله؛ لأن عقله في كيسه، فهو رجل مدرهم الثناء، أي أن في ثنائه دراهم، ولا شك في أن هذا المثري الجاهل أفضل في نظرنا من السيد الكبير المثقف الذي أدخلنا إلى هذا المكان.
أستاذ الرقص :
في قولك شيء من الحقيقة، على أني أراك تفرط في الاتكال على المال، في حين أن الفائدة نوع من الانحطاط يجب على الإنسان ألا يعيره أهمية كبيرة.
أستاذ الموسيقى :
بيد أنك تقبل - بطيبة خاطر - الدراهم التي يعطيك إياها صاحبنا؟
نامعلوم صفحہ