مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

ابن الجوزي d. 597 AH
116

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

تحقیق کنندہ

مرزوق علي إبراهيم

ناشر

دار الراية

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤١٥ هـ

اشاعت کا سال

١٩٩٥ م

اصناف

جغرافیہ
يصلي عند بعض الْأَمْيَالِ قَدِ انْقَطَعَ عَنِ النَّاسِ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قطع صَلاتَهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: مَا مَعَكَ مُؤْنِسٌ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: أَمَامِي ومعي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعنْ شِمَالِي وَفَوْقِي، فَعَلِمْتُ أَنَّ عِنْدَهُ مَعْرِفَةً. فَقُلْتُ: أَمَا مَعَكَ زَادٌ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: الْإِخَلاصُ لله ﷿، والتوحيد له، وَالْإِقْرَارُ بِنَبِيِّهِ ﷺ، وَإِيمَانٌ صادق، وتوكل واثق. قلت: هل لك في مرافقتي؟ قَالَ: الرَّفِيقُ يَشْغَلُ عَنِ اللَّهِ وَلا أُحِبُّ أَنْ أُرَافِقَ أَحَدًا فَأَشْتَغِلُ بِهِ عَنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ. قُلْتُ: أَمَا تَسْتَوْحِشُ فِي هَذِهِ البَرِّيَّةِ وَحْدَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ الْأُنْسَ بِاللَّهِ قَطَعَ عَنِّي كُلَّ وَحْشَةٍ حَتَّى لَوْ كُنْتُ بَيْنَ السِّبَاعِ ما خفتها ولا استوحشت منها. قلت: فَمِنْ أَيْنَ تَأْكُلُ؟ قَالَ: الَّذِي غَذَّانِي فِي ظلم الأرحام صغيرًا قد تَكَفَّلَ بِرِزْقِي كَبِيرًا. قُلْتُ: فَفِي أَيِّ وَقْتٍ تَجِيئُكَ الْأَسْبَابُ؟ فَقَالَ لِي: حَدٌّ مَعْلُومٌ وَوَقْتٌ

1 / 170