دعوة عمر بن سعد للحرب والحسين يلتمس مهلة
فلما كان التاسع من المحرم دعاهم عمر بن سعد إلى المحاربة فأرسل الحسين(ع)العباس يلتمس منهم تأخير تلك الليلة فقال عمر لشمر ما تقول قال أما أنا لو كنت الأمير لم أنظره فقال عمرو بن الحجاج بن سلمة بن عبد يغوث الزبيدي سبحان الله والله لو كان من الترك والديلم وسألوك عن هذا ما كان لك أن تمنعهم حينئذ أمهلهم.
فكان لهم في تلك الليلة دوي كالنحل من الصلاة والتلاوة فجاء إليهم جماعة من أصحاب عمر بن سعد.
خطبة الحسين في أصحابه وخيرهم بين الانصراف والنصرة
وجمع الحسين(ع)أصحابه وحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني لا أعلم لي أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني [جميعا] خيرا ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا أنتم في حل ليس عليكم مني ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.
فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء عبد الله بن جعفر ولم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك وبدأهم العباس أخوه ثم تابعوه.
وقال لبني مسلم بن عقيل حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم اذهبوا فقد أذنت لكم فقالوا لا والله لا نفارقك أبدا حتى نقيك بأسيافنا ونقتل بين يديك
فأشرقت عليهم بأقوالهم هذه أنوار النبوة والهداية وبعثتهم النفوس الآبية على مصادمة خيول أهل الغواية وحركتهم حمية النسب وسنة أشراف العرب على اقتناص روح المسلوب ورفض السلب فكانوا كما وصفهم بعض أهل البصائر بأنهم أمراء العساكر وخطباء المنابر.
صفحہ 52